الأحاسيس (إلكترونية) !

• ريهام زامكه

أشارت بعض الأبحاث والتي قام بها بعض المجتهدين من العلماء الموجودين في بقعةٍ ما على هذا الكوكب البائس والمسمى بكوكب الأرض إلى أن كثرة استخدام الهواتف الذكية يعيد تشكيل بعض مناطق المخ ! و قد اوضحوا بارك الله فيهم وفي (أمخاخهم) العامرة بالعلم أن استخدام الهاتف بكثرة يوثر سلباً على المناطق المسؤولة عن أصابع الإبهام والسبابة والوسطى في القشرة الدماغية ، حيث أن استجابة تلك المناطق في المخ أكثر حساسية من استجابة المناطق الأخرى. و قد تأكدوا من تلك الاستنتاجات لإثبات مصداقية أبحاثهم بالتجربة العملية والتي أجروها على عدة أشخاص وتابعوا مدى تأثير هواتفهم عليهم باستخدام جهاز تخطيط موجات للدماغ لقياس نشاط قشرة المخ وتبين للباحثين تفاوت ردود الأفعال فيما بينهم.
خبراً كهذا يُقلق و يبث في نفسي شعوراً بعدم الطمأنينة على مستقبل عقلي و أصابعي مع تقدم التكنولوجيا وتطورها ، لذا أقترح على علماء الغرب (الكافر) وهذا أضعف الإيمان كما هو ديدن العرب في الاكتشافات والاختراعات بتصنيع أجهزة ذكية (نُوشوشها) أو نهمس لها بما نريد وتفعل ، وهكذا سوف نكون غير مضطرين لاستخدام أصابعنا والتركيز عليها.
فمع تقدم وسائل التقنية أصبحت الهواتف لا تُفارقنا على الإطلاق ، بل أصبحنا غارقون في الشاشات ونتواصل من خلالها بالعالم الخارجي حتى باتت أحاسيسنا ومشاعرنا مصابة ببرود إلكتروني فرض نفسه وأصاب إنسانيتنا ومدى ترابطنا في مقتل ، فأصبحت العلاقات الإنسانية ممتدة فقط من شاشة إلى شاشة أخرى عبر (مودمات) وهمية نتبادل من خلالها التهاني والتعازي والتبريكات ، وقد أجبرتنا التقنية وتقدمها على هذا الوضع الذي قد أضعف عزيمة البعض في التواصل وجعله يختار الطريق الأسهل وهو عبر شاشة هاتفه المحمول ، وبيني وبينكم هذا (أريح) في بعض الأحيان. فعندما تكون الخيارات متاحة يختار كل شخص الطريقة التي تناسبه في التواصل مع الآخرين بحسب مزاجه وظروفه حينها.
بالطبع مُبهر جداً هذا التقدم التقني بإيجابياته و سلبياته ، و على الرغم من إنه قد قضى على بعض المشاعر الحِسّية فيما بيننا وجعلها (إلكترونية) فقط قد تبدأ وتنتهي (بمسج) إلا أن له حسنات وإيجابيات كثيره قربت المسافات واختصرت الوقت وسلكت أقصر الطُرق للتواصل الآدمي على الإطلاق وهذا ما أنا مُعجبه فيه ، فلست من الذين يحبون التواصل بالحديث لساعات طويلة أو بالزيارات الثقية ، ولا أحب المجاملات الاجتماعية الزائدة عن حدها ولكني أخشى القادم وهذا التقدم السريع المُبهر الذي نشهده تكنولوجياً ، فليس ببعيد أن يخترعوا جهازاً ذكياً في المستقبل يجعلنا (نتزاور) جغرافياً ونصل أرحامنا ومعارفنا و أصدقاءنا عبر الأثير “On line” وفي أي بقعة من بقاع العالم. وكل هذا بفضل العلماء والمخترعين والباحثين الغربيين. أما أنتم يا اعزائي العربييّن فاستمروا بالانشغال بفُلان و عِلان وهل يجوز للمرأة أن تقود سيارة أو (حمارة) ؟!

rzamka@
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *