البخل والسفه في التبذير كلاهما واحد

• علي محمد الحسون

•• احيانا يكون المال مصدر جنون غير متوقع عندما يفاجأ الانسان بانه ورث ملايين الدولارات وهو الذي كان قبل لحظات يبحث عمن يستدين منه ليسد صراخ معدته .. كما حدث قبل فترة لذلك الامريكي .. فادخل احدى المصحات العقلية هناك .. اما ما حدث ذات يوم في سوق البورصات العالمية في اليوم الذي اطلق عليه يوم الاثنين الاسود فانه شيء لا يوصف .. وتذكر الناس ذلك الانهيار الذي اصاب الاسواق المالية في عام 1929م حيث القى البعض انفسهم من النوافذ .. فهذه المرة اطلق البعض النار على سماسرتهم ومن ثم انتحروا فهذا آرثر كين البالغ من العمر واحدا وخمسين عاما خسر مئات الالوف من الدولارات في ذلك اليوم عندما سجلت البورصة في نيويورك هبوطاً قياسياً وفقد المستثمرون الف مليون دولار في يوم واحد .. لم يتحمل (كين) الكارثة فاقتحم مكتب (ميريل لينشر) للسمسرة وقتل مديره وانتحر في مكان آخر من الولايات المتحدة.
وخسر رجل نصف مليون دولار فاقدم هو الاخر على الانتحار..
عجيب امر هذا المال .. فالفارق بين من دخل المصحة لهبوط الثروة عليه ليس احسن حالا من الذي فقدها وفقد معها حياته انتحاراً.
هناك صور عديدة من هذا وذاك .. لكن الاصعب على الانسان عندما يشاهد – السفه – من بعض محدثي النعمة الذين لا يعرفون كيف وأين يصرفونها سفهاً وتفاخراً .. متكئاً على ان ما صرفه ماله ولا يدري انه مجرد “مستخلف” فيه وهو ذات مصير ذلك شديد البخل فكلاهما يرتكبان ذات الخطأ ويا امان الخائفين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *