الأرشيف دوحة السودان

التربية الوطنية وتعيين الولاة والمسلك المدمر

تحليل – عمر الكردفاني
في الثمانينات كانت المدارس الثانوية تدرس للطلاب منهجاً اسمه التربية الوطنية ولكن للأسف كان يوكل به دائماً للأساتذة حديثي التعيين أو من هم أقرب إلى سن المعاش وكانت الحصة عبارة عن حكي قد تتخلله بعض من الذكريات كما كان أستاذنا “….” يفعل في مدرسة الدلنج الثانوية، وكنا نجاوبه في عدم الاهتمام بالحصة وليتنا ما فعلنا فقد تحمل جيلنا المسؤولية وهو يرى بأم أعينه زمنا تعالت فيه العصبية والقبلية على مصلحة الوطن أو كادت، ولكن ربما لم يفت الأوان بعد فهاهو البرلمان يقدم مقترحاً بسحب اسم القبيلة من الأوراق الثبوتية وهو أمر قد سبقتنا إليه دول العالم كافة تقريبا ونحن الآن أحوج ما نكون إليه وقد برزت في الآونة الأخيرة سلبيات انتخابات شورى الولايات فيما يتعلق بانتخاب الولاة في الانتخابات القادمة ما جعل نائب رئيس المؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور يقر بذلك ويدعو الى نبذ هذا المسلك المدمر، وفي حديثه للزميلة الرأي العام كشف أمين الأمانة العدلية بالمؤتمر الوطني الفاضل الحاج سليمان أن خطوة تعيين الولاة لا تغفل المصعدين الخمسة من الولايات ولا تبخس ما نالوا من أصوات كما أبان أن التعيين قد يشمل ما يتفق عليه إجماع الآلية “7+7” حيث يمكن أن يتم التعيين من الأحزاب التي تتوافق مع الوطني في الآلية. ألا أن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أعلن في محفل آخر في لقائه مع نواب البرلمان وقيادات الوطني بقاعة الشهيد الزبير انه قد يستبعد الولاة الحاليين كافة وربما المصعدين كافة من مجالس شورى الولايات وقال انه عازم على تعيين ولاة من خارج ولاياتهم خاصة وإن التعيين قد يشمل تعيين ولاة من غرب البلاد الى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها وبذا لا يمكن أن يعين من تم تصعيده من ولايته وهو غير معروف إلا فيها، وقد لاقى حديث الرئيس ارتياحاً بالغاً من النواب. لذا فأنه بعد أن يبت البرلمان في أمر إعادة تعيين الولاة إلى مؤسسة الرئاسة ربما سيتنفس معظم السودانيين الصعداء على خلفية الخروج من نفق كاد أن يقود السودان إلى ما يمكن أن تسميه “شرذمة الولايات” ولربما أضحت القبيلة هي الآمر الناهي في أمر البلاد طولاً وعرضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *