كتب: محمود شاكر
أكد إبراهيم النحاس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، أن المجتمع الدولي ما زال سلبياً في تعامله مع الأزمة السورية، مشيراً إلى أنه هو يتغاضى عن العنف الذي يحدث في الساحة السورية على يد النظام، منوهاً بأن روسيا أبرز الدول التي لا تريد حل الأزمة، ولكنها تريد الإبقاء على النظام لتحقيق مصلحتها الإستراتيجية، وهي بعيدة كل البعد عن الأخلاق وحقوق الإنسان.
وبين – في حوار لبرنامج العالم بعيون سعودية على القناة الإخبارية – أن هناك الكثير من التناقضات في موقف الدول الكبرى، مشيراً إلى أن روسيا استغلت جهل الرأي العام الغربي فيما يتعلق بالأزمة السورية لمنع توجيه ضربة عسكرية غربية للأسد.
وطالب الكونجرس الأمريكي بضرورة تأييد الضربة العسكرية للقضاء على هذا النظام، منتقداً التردد الأمريكي في توجيه هذه الضربة، ومشيراً إلى أن السياسة الروسية أصبحت أقوى من السياسة الأمريكية في التأثير علي الأزمة السورية، موضحاً أن مجلس التعاون الخليجي يريد إقناع العالم العربي بأن الأزمة السورية يجب أن تنتهي من خلال الضربة العسكرية.
وحول تطورات الأزمة بعد اقتراح تسليم النظام السوري للسلاح الكيماوي، أكد النحاس أن الروس يريدون خلخلة الرأي العام الغربي بشكل مباشر، مستغلين الانقسام الكبير في الدول الغربية، منوهاً بأن الولايات المتحدة سوف توافق على المقترح الروسي؛ حتى لا تصور على أنها تريد التدخل العسكري بأي شكل من الأشكال.
وبين أن روسيا تدرك جيداً أن الولايات المتحدة تريد إزالة أي حليف لها في المنطقة، منوهاً بأن طرح الروس لتسليم السلاح الكيماوي، وجعل مجلس الأمن يشرف على القضية يعد تطوراً مهماً في الأزمة السورية.
ومن جانبه أكد خليل جهشان، المحاضر في الدراسات الدولية والمحلل السياسي، أن الرأي العام الأمريكي لم يتغير حيث إن أغلب الشعب الأمريكي يرفض توجيه الضربة العسكرية إلى النظام السوري، منوهاً بأن مجلس النواب الأمريكي متردد تجاه توجيه ضربه عسكرية إلى سوريا.
ورأى أن أوباما لم يستطع إدارة هذه الأزمة بشكل جيد، وقد تفاجأ بالمقترح الروسي الأخير، منوهاً بأن الإدارة الأمريكية اتجهت إلى قبول المقترح الروسي، والذي أصبح طوق نجاة بالنسبة لها.
ونوه بأن الطرح الروسي قد فاجأ الأوساط الشعبية في الولايات المتحدة، ولكنه لم يفاجئ الإدارة الأمريكية؛ لأنها تمثل مخرجاً من الأزمة السورية دون الانخراط فيها.