كتبت –مروة عبد العزيز
\"متلازمة داون\" أو ما يطلق عليه \"البلاهة المنغولية\"، واحد من أقسى الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان؛ لأنها تؤثر في مسار حياة الفرد ونضجه العقلي وعلاقاته الاجتماعية.
لذلك نظم فريق الأمل التطوعي برنامجاً عن المرض تحت شعار (ابتسامتك حياة)، مستهدفين أمهات الأطفال المصابين، لتوعيتهم بآخر التطورات الحديثة في عالم الطب الحديث، لمعالجة مثل هذه الحالات، وكيفية التعامل الأمثل معها.
واحتوى البرنامج على محاضرات، وندوات لطبيبات، وأخصائيات، قدمن العديد من النصائح في هذا الإطار، بهدف دمج المصابين بـ\"متلازمة داون\" مع مجتمعاتهم اجتماعياً وتعليمياً وأسرياً، وتزويد الأسرة بالمراكز المتخصصة التي تقدم خدمات العلاج السلوكي والمعرفي والاجتماعي واللغوي، لبعض المشكلات النفسية والاجتماعية كالخوف والخجل والانسحاب والعدوانية ونقص التكيف الانفعالي والتفاعل الاجتماعي واضطراب اللغة والكلام.
بالإضافة إلى تنمية الثقة بأنفسهم وقدراتهم على تحمل المسئولية والعمل الجماعي المنوط بهم، والمساهمة في إيصال رسائلهم إلى صناع القرار في المجتمع، بغرض توفير أهم الحقوق في مجال الرعاية الصحية السليمة، وأيضاً في مجال التعليم، وإتاحة الوظائف وفرص العمل التي تناسبهم.
ووفق دراسات حديثة، فإنه من بين كل 554 ولادة جديدة في المملكة، تظهر حالة مصابة بـ\"متلازمة داون\"، كما أن الأم إذا تجاوزت سن الـ 35 عاماً تزداد النسبة، بينما تتراوح هذه النسبة ما بين 1 إلى 30 إذا بلغت الأم الحامل سن الـ 45 عاماً، كما تزيد احتمالية إصابة طفل آخر مصاب بنفس المرض، كذلك إذا ما أنجبت الأم طفلاً يعاني من \"متلازمة داون\".
كما كشفت النتائج أيضاً أن مستوى الذكاء لدى المصابين، أقل من المعدل الطبيعي بالنسبة لأقرانهم ممن هم في نفس الفئة العمرية بسبب إعاقتهم، لكنهم يتميزون بشخصية جميلة ومرحة، وحافز قوي في التعلم، فضلاً عن قدرتهم على تسيير أمور حياتهم اليومية، خاصة إذا ما زاد تأهيلهم وتعليمهم.
وأكدت الدراسة كذلك أن المتلازمة من الإعاقات التي يمكن للمصاب بها الاستمتاع بحياة الأشخاص الأسوياء، وذلك من خلال إيجاد البيئات التأهيلية الجيدة المتمثلة في التدخل المبكر تربوياً ونفسياً وطبياً، ومواصلة العلاج مدى الحياة.
ويمكن القول أن مسئولية تنشئة هذه الفئة من الأطفال، لا تقع على عاتق الأسرة وحدها، بل يلعب المجتمع دوراً كبيراً في مساعدتها على تخطي مثل هذه الأزمات والعثرات، ليصل بها إلى بر الأمان.
وأول هذه الأدوار يبدأ من خلال الفريق الطبي (الأطباء، الممرضين، الأخصائي الاجتماعي، وغيرهم من الخدمات المساندة)، عبر نقل الخبرة بطريقة مدروسة وتوضيح جميع النواحي المتعلقة بالحالة المرضية، وأساليب التعامل معها، والتي يمكن أن تبث فيهم الأمل، وأن تساعد الأبوين على التعامل السليم مع الطفل المصاب، حتى يشب عن الطوق سوياً يحيا حياة كريمة في مجتمع قادر على استيعاب مشكلاته وأحاسيسه.
كما يتجلى حرص الحكومة في المملكة، على الاهتمام بهؤلاء الأطفال من خلال إيجاد المدارس الخاصة لهم، مثل الجمعية السعودية لمتلازمة \"داون\"، ومدارس التربية الفكرية التابعة لوزارة المعارف للحالات الأكثر قدرة على التعليم، بالإضافة إلى مدارس \"متلازمة داون\" التابعة لجمعية النهضة الخيرية، وكذلك مركز التعليم المبكر.
وتهدف كل هذه الهيئات والمدارس إلى مساعدة الأسر، وتوفير التدريب اللازم بما يتيح التعامل مع الحالات المصابة في سن مبكرة بعد الولادة مباشرة، وذلك لبناء القدرات والمهارات تدريجياً.
علاوة على ذلك، لا بد من توعية العائلة بما يتعين عليها القيام به، ومساعدتهم على تقبل أوضاع أبنائهم وتلبية احتياجاتهم، فضلاً عن دعم الطلاب وحثهم على تقبل أوضاعهم، واكتشاف قدراتهم، والتكيف مع الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن الإعاقة، من خلال البرامج التربوية والاجتماعية والنفسية، الخاصة بتعديل الاتجاهات البيئية والمجتمعية تجاههم، وفتح قنوات الاتصال بينهم وبين مختلف شرائح المجتمع