إنسانيات الأرشيف

يستمر عمله الميداني حتى رمضان 1434هـ .. مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يدشن مشروع المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة

كتبت – أمانى ماهر
يعد مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أول مركز أبحاث خيري متخصص في الإعاقة على مستوى المملكة والوطن العربي، وتعتبر هذه القضية بتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية أحد أهم التحديات التي تواجهها المجتمعات المعاصرة، ولا مناص من البحث والتقصي لمعرفة المسببات الحقيقية لحالات الإعاقة وتحديد أكثر الوسائل فاعلية في مجابهتها، ويجري المركز حالياً المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة ، ويستمر عمله الميداني حتى رمضان 1434هـ.
ويعد المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة مشروعاً كبيراً، يقوم عليه كوادر وطنية من علماء وأطباء ينتسبون إلى عدة مراكز أبحاث وطنية وجهات حكومية أبرزها مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وجامعة الملك سعود، ووزارة الصحة، ومصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وجامعة هارفارد، وميتشاجن الأمريكية، وتم دعم هذا المشروع بتبرع سخي من شركة سابك كشريك إستراتيجي، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وشركة أبراج كابيتال.
بدأ العمل الميداني في مشروع المسح الوطني للصحة في إمارة مكة يوم 29 صفر 1434 الموافق 12 يناير 2013 ويستمر إلى نهاية شهر شعبان 1434 يونيو 2013، ومن المقرر أن يطبق هذا المسح ميدانياً في مدينة الرياض في 14 فبراير المقبل وباقي مناطق المملكة على عينة تشمل 10 آلاف فرد من السعوديين ذكوراً وإناثاً فوق سن الخامسة عشرة، بحيث يتم اختيارهم بشكل عشوائي من كل أسرة حسب توزيع العينة الذي سيغطي 13 من مناطق المملكة، وستتم مقابلة أفرادها وجهاً لوجه في منازلهم بواسطة فرق مدربة ومعتمدة من قبل خبراء المسح العالمي للصحة النفسية.
ويحتوي كل فريق على رجل وامرأة لمقابلة الرجال والنساء كل حسب جنسه، وستستخدم في المقابلة أداة «CIDI 3.0» التي تم تطويرها من قبل جامعة هارفارد لخدمة الهدف من المشروع.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها ستزود العاملين في مجال الصحة النفسية ومتخذي القرار برؤية واقعية تساعد في توفير الخدمات اللازمة للوقاية، والعلاج، والتأهيل داخل المملكة، وقياس معدل انتشار الأمراض النفسية في مختلف المناطق، ودراسة الأمراض المشتركة بين الحالات والاضطرابات النفسية، وتقدير حجم الإعاقة الناجمة عن هذه الأمراض، وتقديم المشورة لصناع القرار في مجال الصحة من خلال البيانات والمؤشرات الإحصائية من أجل التخطيط الصحي واتخاذ القرارات السليمة، ويسهم هذا المناخ في إنشاء قاعدة بيانات موثوقة عن الإعاقة، وتحقيق التناغم في استخدام الموارد التي يتم استثمارها في المملكة لتلبية احتياجات المعاقين.
تجدر الإشارة إلى أن المركز قام بتنظيم 3 مؤتمرات دولية للرعاية والتأهيل، شارك فيها نخبة من الخبراء والمختصين على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، ونتج عن تلك المؤتمرات الكثير من التوصيات، التي تم إقرارها من قبل الجهات الرسمية، وقام المركز بتنفيذ العديد من تلك النتائج البحثية فعلياً على ارض الواقع.
كما قام المركز أيضاً بتشكيل المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية المعنية بخدمات المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى المملكة، بقرار من معالي وزير الشؤون الاجتماعية، وضم المجلس في عضويته رؤساء مجالس إدارة الجمعيات الخيرية المتخصصة في الإعاقة، ويتولى مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أمانة المجلس، واعتماد لائحته التنفيذية، وعقد المجلس اجتماعه الأول، وتم تشكيل لجنة للقيام بمتابعة تنفيذ القرارات التي يتم التوصل إليها في هذا الشأن، ويقوم مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بتنفيذ برنامج «الاندماج الاقتصادي للمعوقين في المجتمع»، بهدف تمكين المعوق من مباشرة أي نشاط اقتصادي والانخراط في سوق العمل ليكون عائلاً لنفسه ولعائلته.
وقد دشّن سمو الأمير سلمان برنامج الوصول الشامل وإعلان الرياض كأول مدينة صديقة للمعوقين في المملكة يوم الأحد 2/6/1431هـ (الموافق 16/5/2010م)، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات مع الجهات الحكومية والمؤسسات لتطبيق البرنامج، ومنها (16 جهة)، وكانت تلك المبادرة انطلاقة لإعلان عدد آخر من مدن المملكة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن ضمن انجازات المركز أيضاً توفير برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة للكشف على أمراض التمثيل الغذائي المسببة للإعاقة، في قصر الثقافة بحي السفارات بمدينة الرياض في 5/5/1426هـ، وكانت له نتائجه الطيبة بالتعاون مع وزارة الصحة، وكافة القطاعات الطبية الأخرى بالمملكة، وعمل أيضا على الكشف عن (16) مرضا وراثياً تؤدي إلى التخلف العقلي وحالات مرضية حادة، بعضها يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *