كتب : محمود شاكر :
تعد المخلفات الإلكترونية أكبر مصادر النفايات وأسرعها نمواً، لذلك تتجه المملكة إلي إعادة تدوير هذه المخالفات للاستفادة منها في إنتاج معادن ذات قيمة اقتصادية مرتفعة كالذهب والفضة والبلاديوم والبلاتين والنحاس، حيث وقع معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود عقداً مع شركة M76 S.A.R.L. الفرنسية بهدف إنشاء معمل لاستخلاص المعادن الثمينة من مخلفات الأدوات والأجهزة الإلكترونية بنسبة استخلاص تصل إلى حوالي 99%.
وفي هذا الإطار أكد \"محمد القحطاني\" أن هذه التكنولوجيا قد تم تنفيذها في ألمانيا منذ أكثر من 20 عاماً وأثبتت بعد مرور أكثر من 5 أعوام جدواها نظراً لكثرة العائد المادي منها.
وأوضح \"ahmedhussien\" أن هناك إمكانية لاستخراج ذهب بلاتين وبلاديوم، وهي من العناصر النادرة والنفيسة منها والتي تستخلص من الـ(Processor) الخاص بأجهزة الكمبيوتر.
وأشار \"Nasser Alghoneam\" إلى أنه من الممكن استخراج الجرام الواحد بتكلفة 2 دولار من المخلفات الإلكترونية، رغم أن جرام الذهب يباع حالياً بما يقرب من 50 دولاراً، أي ما يمكننا من ربح 48 دولاراً في الجرام الواحد، ويعود ذلك بنسبة استثمر وأرباح عالية تبلغ \"خمسة أضعاف\" السعر الفعلي لجرام الذهب.
وبين \"Mohammad Althonayan \" أن النجاح الذي حققته الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ساهم في زيادة المخلفات الإلكترونية، فعلي سبيل المثال، ظهرت الحاجة إلى أجهزة جديدة نظراً للانتقال من التلفزيون التماثلي إلى التلفزيون الرقمي، وكذلك الانتقال من شبكات الجيل الثاني للاتصالات المتنقلة إلى شبكات الجيل الثالث والرابع، وكذلك زيادة الطلب على المعدات التي تتمتع بسرعات أعلى في تجهيز البيانات وأحجام الذاكرة الأكبر.
كما رأى \"حسن صبري\" أن المعدات الإلكترونية الحديثة تحتوي على ما يصل إلى 60 عنصراً كيماوياً مختلفاً، بعضها معادن مثل الذهب أو النحاس، وعملية إعادة التدوير الفعالة للحصول على هذه المعادن وغيرها من المواد الأخرى التي يمكن إعادة استخدامها ستجعلها متاحة للتصنيع في شكل منتجات جديدة.
وقال \"Mohammad Althonayan\" أن التعامل الجاد والعملي مع النفايات الإلكترونية يمثل خطوة هامة نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة، الذي يعتمد في الأساس على إعادة تدوير النفايات الإلكترونية واستخدامها في الأجهزة الجديدة، وخلق شركات جديدة تعمل في هذا المجال وتوفر مزيدا من فرص العمل للشباب فيما يُعرف بـالوظائف الخضراء.
واعتبر \"محمد السلوم\" أن تكنولوجيا إعادة تدوير النفايات الإلكترونية ستساعد المملكة على خفض نسبة التلوث الناتجة عن عمليات التعدين وحرق النفايات، كما أنها تخلص البيئة من جبال النفايات الناجمة عن الأجهزة القديمة التي تمثل خطرا حقيقيا على الأرض.
ويعتقد \"abdullah m almubarak\" أن النفايات الإلكترونية تشكل خطراً على صحة الإنسان وسلامته لأنها تحتوي على مواد سامة تضر بالإنسان والبيئة، فالإلكترونيات تحتوي على أكثر من ألف نوع من العناصر الكيميائية بما فيها المذيبات المكلورة، البوليفينيل كلورايد، المعادن الثقيلة، المواد البلاستيكية والغازات.