الأرشيف شذرات

قصة كفاح وفرحة نجاح.

نَسيرُ فيْ دُروبِ الحَياةْ عَلى أمَلٍ مُشرقْ وَتَفاؤُلْ مُتَجَدِد .. دِراسَتيْ هيَ طُموحِي.. وَطُمُوحيْ هوَ اسْتمرَاريْ وَاسْتمرَاريَ هوَ أَمَليَ وَأمَلِي بِالله سُبحَانه … السَنةُ الثَانيةْ مِنْ الطِبِ كَانتْ مُختَلفةٌ جِداً بِالنسبَةُ لِيْ عَن الَّتيْ قَبلُها لإختِلافِ الظُروفْ الصَعيبَة التي مَررْتُ بِها .. وَمنهِا \"وفَاةُ وَالدِيْ \" – رَحِمَهُ الله – والذي لِمْ يَكُنْ بِالشَيئ اليَسيرْ ، فقد تُوفيَ وَالديْ بَعدَ ثَاني إختِبارٍ مِن إختِبارَاتي النِهَائيّة لِلفَصِل الأَول .. وَقد فُوجِئنا جَميعاً بِهذَا المُصَابْ الجَللْ .. أحَسَسَتُ أنْ القَدرُ صَفعَنيْ بِقوةٍ وَآلمَني… بَكيّنَا وَرَضِينَا بِمَا أصَابُنَا… أَظلَمتِ الدُنيَا أمَامْ ناظِريْ … وَقَفتُ فِي حِيرَةٍ مِن أمَري بَينَ أبيْ وقرةُ عَيني الّذي فَقدتُه فُجاءَة وَبينَ دِراسَتيْ وَحُلُمِي وَحَلم أبِي أيْضاً الذيْ كِدْتُ أنْ أفقِدَه هُو الآخَر .
لَم يَكُن بَيني وَبينَ الفَشَلِ والتَراجُع لِلخَلف إلاَّ شَعرَةٌ وَاحِدة .. كَان بِإمكَاني أنْ أُأَجِل إمتِحَانَاتِي المُقرَرَة إلى حِينٍ آخَر .. نَعم قَفزتُ قَفزةً كَادَت أنْ تُرجِعُني لِلوَراءِ ..غَامَرتُ حِينَ لمَ أرضَ بِالتَأجِيلِ وَقررتُ أنْ أُمتَحَن مَع بَقية الطلبَة فِي نَفسِ المَوعِد المُقررَ مِنْ قَبلْ … فُوجِئَ الجَميعْ وَ وُجِهَت أصَابِعُ الّلومِ تِجَاهِيْ ، وَمِن هُنَا أَعلَنتَه تَحَدِياً مَع ذَاتي \"المِسكينَة \".. هُنا بَدَأَتْ قِصةُ كِفَاحِيْ ؟
كُنتُ أُسَابِقَ الزَمن وَألهَثُ خَلفَ تَحديَاتي كَنتُ أُحَاوِلَ أنْ أُنهِي مُذَاكَرة المُقَرَرَ فِي المُدةِ المُحَددَة -الوَجيزِة – .. كاَنَ مَنزِلُنَا مُزدَحِمَاً بِالمُعَزِينْ .. كُنتُ أُحَاولْ أنْ أستَرِقَ الخُطُواتِ لِأُقَلِبَ صَفحَات الكِتَابْ لَعلَ مَعلُومةٌ تَعلَقُ فِي رَأسِي المملُوءُ بِالحُزنِ وُ الحَنينْ ، لَكِنِ أعُودُ بَائِسَة فِي كُلِ مَرة .. فَفِي كُلِ صَفحَةٍ أَقَلِّبُهَا أتَذَكرَ ذَاكَ مَن يَقَع اسمُه بَين اسْمي وَ اسمَ جَدِّي … عِدْتُ الكَرَّهْ حَاوَلتُ مِرَارَاً وَأحَيانَاً كُنتُ أصِلُ إلَى الجَامِعَة وَأنَا لَم أُكمِل بَاقِي المَنهَج .. -أَلاَ خَيبَتيْ- كُنتُ فِي قَاعَةِ الإمتِحَانْ وَفيهَا -يُكرَمُ المرءُ أو يُهان – مَع كُلِ سُؤالٍ وَسُؤَالْ أَقرَأَهُ تَدمَعُ عَينَاي شَوقاً لِأبيْ -نعم كان هذا حالي-.
\" لاَتَلُومُونَنِي \"-إنْ القَلبَ لَيحزَن وإن العَينَ لَتدمَع
كُنتُ أُكمِلُ حُلمَاً إتَفَقتُ عَليهِ مَع أَبِي ،
أَنهَيتُ إختِبَارَاتِيْ وَظَنَنتُ أنهَا لَم تَكُن عَلى خَيرٍ أبَداً لَكِن عَلِمت – إن بعض الظن إثم – .
نَجحتُ وَتَفَوقتُ .. أَتَعلمُون لِمَاذا ! لِأنَني فِي بِدَايَاتِي حَصدتُ الجَيدْ وَ المُفيدْ مِن الدَرجَات الّتي لا بَأسَ بِها أثمَرتُ جَيداً وَالآنَ قَد حَصدتُ نَتاجَ زَرعِيْ \" مَن زَرَعَ حَصَد \" .
بَقيَ قَولُه :
\" إهزُم مَخاوِفَك ، تَقَدَّمْ وَلا تَجعَل مَايُواجِهُك عَائِقٌ بَينَك وَبينَ الإسْتِمرَار وإلاَّ سَتُصبِح أسيرَ الّلحظَة ، إصنَع مِن الألَمِ أَمَلْ وَمِنَ الأَمَلِ مُستَقبَلٌ لاَ نِهَايَة لَه .. \"
كما قال الشاعر التونسي أبو قاسم الشابي : \" وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر

نوف العمودي
Twitter: @noofalamoudi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *