كتب : محمود شاكر ..
وجود الخادمات في أغلب البيوت في مجتمعنا بات أمراً شائعاً بشكل ملحوظ، ولم يقتصر هذا الأمر في بيوت النساء الموظفات أو العاملات فقط، بل إن وجود خادمة في المنزل أصبح أمراً ضرورياً حتى لربة المنزل التي لا تعمل، لذلك أثار تزايد معدل عدد العاملات المنزليات الهاربات في مدينة الرياض يومياً إلى 329 عاملة العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، خاصة وأن أعلى الجنسيات نسبة في معدلات الهروب هي الجنسية الإندونيسية ثم السيريلانكية، وانضمت لهن أخيراً الجنسية الأثيوبية.
وسأل \"حمد الحريقي\" المرأة الخليجية عامة والسعودية خاصة عن عملها اليومي ومدى احتياجها للخادمة، قائلا: لا أفهم نساء الخليج ما يفعلن طوال اليوم؟ وحتى متى ستبقى حالهن هكذا؟ يجلبن العاملات الأجنبيات لبيوتهن للقيام بالأعمال المنزلية ولا يردن خدمة رجالهن وأولادهن وحتى أنفسهن! ويحصل خلاف وظلم وإهانات وضرب للعاملات الأجنبيات ما يؤدي لهربهن أو لإجرامهن بحق أهالي المنزل الذي يعملن به.
كما رأت \"هيفاء التميمي\" أن الخادمة لكي تنال عقد عمل في الخارج تستدين الكثير حتى تسدد لوكالات التشغيل الجزء ثم من أجرها على أقساط شهرية للمتبقي، فكيف بالله تترك عملها وتهرب إذا لم يكن هناك سبب قوي كالمعاملة القاسية وعدم استلام الأجر، ولذلك لابد من دراسة هذه الظاهرة ومعرفة الأسباب الحقيقية.
وقال \"Mohamed Mahdy \": اتقاء شر الخادمات يتم من خلال الاستعانة بنساء البيوت بتعليمهن أن يكونوا ربات بيوت حقيقيات وليس ربات نوم وتسوق، داعياً المرأة إلى الاعتماد على النفس في الحياه وتربية الأطفال.
وأوضح \"Ahmed Bassuni\" أن هروب الخادمات دليل على عدم التزام أصحاب العمل بشروط المعاملة الإنسانية الأخلاقية التي فرضها علينا ديننا الحنيف، بينما طالبت \"د.نورة خالد السعد\" الأسر السعودية اختيار الخادمة المسلمة والتأكد من صدق إسلامها لأن بعضهن ينتمين للإسلام، والإسلام منهن براء؛ لأنها ستعيش معنا ومع أطفالنا, وتختلط بأفكارنا، والكثير منهن غير المسلمات تحاول الدس في عقيدة الأطفال خاصة لأنهم صغار لا يعرفون الصواب من الخطأ {وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}[البقرة :221].
وناشد \"علي الصقري\" السيدات ضرورة تهيئة أفراد الأسرة لهذه الخادمة قبل مجيئها، معلقاً: الخادمة ليست آلة إنما هي بشر مثلها مثلنا لها قلب ومشاعر وأحاسيس، تتعب وتمرض وتحتاج لراحة، فلابد من احترامها وتقديرها وعدم رفع الصوت عليها أو إهانتها خاصة إن كانت كبيرة في السن فهذا أشد جرماً لمشاعرها إن وجدت الإهانة ممن هم في سن أولادها.
وشدد \"أبو عبد العزيز\" على ضرورة أن يتعلم الشباب عدم الحديث مباشرة للخادمة، قائلاً: بمعنى أن لا يطلب منها شيئاً فلا يتحدث معها أو يطلبها تساعده في عمل شيء أو غيره؛ فهذا شرعاً لا يجوز لأنها أجنبية، كما أنه باب من أبواب الفتن العظيمة التي لا تُؤْمَنْ عواقبها، فإن أرادوا شيئاً يطلبونه من الأم أو الأخوات، وكذلك الخادمة ينبغي أن تعلم ألا تتحدث مع الشباب أو رب الأسرة أو تطلب منهم شيئاً سداً للذرائع.
ويعتقد \"علي عادل\" أن الاستعانة بخادمة في البيت ليس أمراً ممنوعاً، وبينت \"سامية البدري\" أن ما يقع من ظلم من بعض أصحاب البيوت لهؤلاء الخدم، أمر لا يقره الإسلام بل ينهى عنه ويحذر منه، ولا يجوز أن يتخذ من ذلك وسيلة للطعن في الإسلام أو تشويه صورته؛ لأن هذه أخطاء من بعض المسلمين وقد حرمها الإسلام نفسه.
واعتبر \"عيسى الروقي\" أن الخادمات يشكلن أعباءً في المصاريف والتكاليف، كما تفقد الأسرة خصوصيتها، قائلاً: تأتي الخادمة وتتصرف في أغراض البيت كما تشاء وكأنه أصبح بيتها.