يُخصص شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بمرض سرطان الثدي، كمبادرة عالمية بدأ العمل بها لأول مرة في أكتوبر 2006، وتشترك كل دول العالم تقريبا في هذه الحملة التوعوية التي يُرمز لها بالشريط الوردي، وعادة ما يتم تنظيم مجموعة من الفعاليات والأنشطة والمحاضرات لتوعية الجمهور من هذا المرض وكيفية الوقاية منه والتعامل معه في حالة الإصابة والأهم الطرق والوسائل لاكتشافه وعلاجه المناسب حسب مرحلة المرض.
وتسعى المؤسسات الطبية في قطر لتوعية المجتمع بهذا المرض الذي يداهم الجسم دون سابق إنذار ودون أعراض أحيانا وإذا لم يكن المريض واعي ويجري الفحوصات اللازمة في الأوقات المناسبة فإن المرض الخبيث قد يباغته وينتشر في جسمه دون علمه وقد يصل لمراحل متأخرة في وقت قصير، وتقدم المؤسسات الطبية بدأ بالمراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الأولية الصحية خدمات الفحص لسرطان الثدي وإذا ما تم ملاحظة أمر ما بالمستشفيات مجهزة بأحدث الأجهزة التي يمكن أن تكشف المرض، ومن ثم خضوع المريض للعلاج المطلوب، ولأن السرطان عبارة عن خلايا خبيثة ساكنة في الجسم فإنها تحتاج إلى تشخيص دقيق وتعامل معها بطريقة حذرة فأحيانا التشخيص الخطأ هو السبب في انتشار المرض ومعالجة المرض لاسيما في أخذ العينة لإجراء الفحص اللازم قد تتسبب في تفاقم الحالة واستفزاز السرطان لينتشر في الجسم، وكثيرة هي الحالات التي سمعنا عنها والتي تم تشخيصها ومعالجة المرض بطريقة خطأ.
السرطان كمرض قد يكون له علاج إذا ما تم اكتشافه في حالة مبكرة وإذا تم علاجه بالعلاج المناسب ودون ذلك فإنه قد يؤدي بحياة المريض ولا يوجد علاج يقي من السرطان ولكن هناك ممارسات صحية يقوم بها الإنسان ليقي نفسه شر هذا المرض إن لم يكن يحمل جينات وراثية للمرض، فممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين والغذاء الصحي الذي يحتوي على الخضراوات خاصة البروكلي والفراولة والفواكه الحمراء والمكسرات، والتقليل من استخدام المواد الكيماوية والتعرض للشمس بالطرق الصحيحة وغيرها من الممارسات التي طالما نقرأ عنها خاصة في المناسبات الصحية العالمية.
ويلعب الجانب النفسي لأولئك الذين يصابون بالسرطان العامل الرئيسي الذي يساهم في تفاقم المرض أو تقلصه والتعايش معه كأي مرض مزمن قد يصيب الإنسان مثل السكر أو الضغط اللذين قد يسببان الموت في أي لحظة، والإيمان بالله بأن أي مرض يصيبنا الله به هو ابتلاء واختبار لصبرنا وتحملنا لكسب الأجر ومحو للذنوب، فلا يجب علينا الاعتراض على ما يصيبنا والتعايش مع الأمراض واتباع نصائح الاطباء والتقيّد بالتعليمات وتجنب ما قد يهيّج المرض، والأهم التفاؤل والتفكير بإيجابية والعيش بطريقة طبيعية وصحية وعدم العيش في وهم وفوبيا المرض والموت.
من اللحظة هذه يجب على كل الفتيات والسيدات الكشف للتأكد من صحتهم وخلوهم من أي مرض، ومعاودة الفحوصات كل سنة على الأقل، أما من تكتشف أنها أصيبت بالمرض فلا داعي للانزواء والحزن فالطب تطوّر والعلاج متوفر واكتشاف المرض في مراحلة الأولى أفضل من تفاقمه وبلوغه مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.
أسأل الله أن يبعد عنا وعنكم الأمراض وأن يشفي كل مرضى السرطان وأن يمنحهم الصبر على تحمل آلامهم وأن يكتب لهم الأجر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *