مقولات الخطاب الديني السياسي

طلال محمد نور عطار

افزعني ما جاء فيما كتبه (ياسر حجازي) بعنوان : “نقد مقولات الخطاب الديني – السياسي (1 – مقولة الحاكمية لله) المنشورة في المجلة (الثقافية) بالعدد : (445) التي تصدر عن مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر إذ تناول موضوعاً يتعلق بمقولات الخطاب الديني السياسي الذي وصفها بالقديم بالاضافة الى اقحام الخطاب المادي ، والخلط بين الدين واللادين وبين مصطلحات الماضي والحاضر مع الدعوة الى حسمها اصلاحياً على مستوى النظام (التشريع) السياسي!
وتساءل : هل ترك (رجال الدين) شأنا حياتياً واحداً في حياة الناس لم يتدخلوا فيه بدءاً من اسم (الوليد) حتى مراسم (عزاء الفقيد)!
ما اشار اليه الكاتب يوضح – بكل جلاء بانه خلط – هداه الله – بين تعاليم الشريعة الاسلامية الغراء التي شملت جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. لم تترك شاردة أو واردة إلا وجاء ذكرها ، ولا دخل اطلاقاً لرجال الدين سوى ايصالها – كما هي – الى من يريد ان يسير على نهج وهدى وسيرة نبي رسول الاسلام عليه افضل الصلوات واتم التسليم.
ولكي نؤكد – بكل وضوح – ان البعض لم يستوعب مقولات الخطاب الديني او سواه لغوياً، وانما اكتفى بحشو عبارات وجمل انشائية لا معنى لها لذلك اكتفي بايضاح مصطلحي : الحاكمية لله التي تعني لغويا باختصار شديد – ان الحاكم لابد ان يتقي الله ويحكم بما جاء في كتاب الله وسنة رسول الاسلام عليه الصلاة والسلام.
والمقولة الثانية : الاسلام دين ودولة يقصد بها ان ليس هناك فصل بين الدين والدولة في الاسلام وهذا نهج هذا الوطن منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مما انعكس على استقرار وامان وأمن الوطن بعيداً عن المجتمعات التي فصلت الدين عن الدولة فعاشت – ولاتزال – الى اليوم يدب فيها الخلل في الاخلاق والقيم والمثل في حين يرفل وطننا بظل وارف من الانضباط الفردي والاسري والاجتماعي.
اترك التعليق للقارئ على ما جاء من تناقصات وعدم فهم لغوي وتاريخي لمقولات ووقائع يرددها البعض- هداه الله – للنيل من تعاليم الاسلام الخالدة ومن تاريخ السلف الصالح الذين عملوا وعضوا بالنواجذ على كل ما جاء في كتاب الله والسنة النبوية المطهرة كما يكن التأكيد عليه من قراءة الوقائع السياسية عند الرعيل الاول: حرب الردة, الفتنة الكبرى أو واقعة الخوارج.
وتابع : (فانت تبتعد عن جوهر النقد) اذا لم تربط النقد المقولة بالغاية العمومية – لاحظ – لتمكين خطاب عمومي مدني يفصل بين الدين والسياسة وهو ما يمكن رصده واثباته من خلال تفكيك (المقولات!).
واما المقولات لااخرى التي تستدعي – في نظره – حسماً اصلاحياً وليس التشريع السياسي في الشعارات والمفروض العبارات التي كانت تردد في عهود السلف الصالح كعبارات (تطبيق الشريعة الاسلامية, المرجعية السلفية ، فساد الإنسان وتأثيمه ، الفرقة الناجية)!
اكتفي فذلك فيما طرحه الكاتب من عبارات انشائية لا معنى لها سوى التحامل على سلفنا الصالح الذين كانوا اكثر عمقاً. اللهم اهدي نفوسنا تقواها واحفظ وطننا من كل شر وسوء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *