ثقافة الاعتماد على الغير

Avatar

بعد أحداث مباراة مصر الأخيرة مع بوتسوانا، تناثرت العديد من الأخبار حول موقف مصر في مجموعتها التي تضم معها تونس والسنغال، خاصةً بعد الهزيمة التي ألحقتها تونس بالسنغال في نفس ليلة فوز مصر، وتزايد فرص مصر في الوصول إلى نهائيات أمم أفريقيا – في حالة فوزها على السينغال – وتصريحات مدرب بوتسوانا بأنه سيفعل كل ما بوسعه لإيقاف تونس والسينغال من أجل مصر؛ لأنها على حد قوله “تستحق التأهل”.
وبعيدًا عن حساب النقاط في المجموعة، وبعيدًا عن كرة القدم بشكل عام، ألحّ علىّ سؤال، إلى متى سنظل نعتمد على الغير من أجل تحقيق أى إنجاز؟!!، إلى متى سينعدم الدافع لدينا ونظل ننتظر الفرصة الأخيرة التي تجعلنا نلحق بالركب؟!!.
مصر البلد الوحيد على مستوى الوطن العربي وأفريقيا التي تمتلك إمكانيات بشرية وطبيعية لا مثيل لها، مصر البلد الوحيد في العالم التي تمتلك مقومات اقتصادية عالية المستوى، وتحديدًا في السياحة – لوجود ثلث آثار العالم بها – وفي الزراعة – لوجود نهر النيل بها – وفي التجارة – لوجود قناة السويس والبحرين الأحمر والمتوسط بها أيضًا – مشكلة المواطن المصري تنحصر في عدم وجود الحافز، في عدم قيامه بالعمل المنوط به إلا على آخر وقت، ليوقع نفسه تحت ضغط شديد من أجل سرعة إنهائه، دون النظر إلى جودته، المهم أنه ألقى بالعبء المُلقى على كاهله وكفى.
إذن فالمشكلة تكمن في الأساس في الفرد، الذي يُعد المقوم الرئيسي في إدارة عجلة الإنتاج، العيب في ثقافة الانسان المصري في تفضيله الاعتماد على غيره في إنجاز العمل بدلاً من قيامه هو بالعمل بنفسه، حتى لو رجعنا مرةً أخرى إلى عالم كرة القدم سنجد منتخبنا لا يقوم بالعمل على أكمل وجه إلا لو تم وضعه تحت رحمة غيره، بعد أن يكون قد استنفذ كل الفرص التي أُتيحت له من أجل تحقيق الانتصارات، والأدهى من ذلك أنه لا توجد لدينا القدرة في إدارة أى أزمة تلحق بنا، حتى بعد حدوث الأزمة نظل نُكرر نفس الخطأ ولا نتعلم كيفية أخذ الاحتياطات اللازمة قبل حدوث المشاكل، لكى نتصرف بالشكل الملائم قبل وقوع الكارثة.
لا أدري ما الحل في تغيير مفهوم هذا الشعب؟!!، لا أدري ما الحل في إحلال وتبديل ثقافة اعتمادنا على أنفسنا، مكان ثقافة الاعتماد على الغير، فنحن لا تنقصنا الامكانيات ولا الموارد، ولا المقومات الذهنية، نحن بحاجة إلى صحوة تجعلنا ندرك أننا عند اللزوم يُمكننا تحمل المسئولية بكل ما تحمله الكلمة من معنى دون تقصير، ولنا في الخبرات المهاجرة العظة والعبرة، فهم هناك يتم الاعتماد عليهم تمامًا ولا يُقصروا أبدًا ولا يبخلوا بجهودهم وقدراتهم من أجل إثبات أنفسهم وتحقيق ذاتهم، فلماذا لا يُمكننا عمل ذلك على أرضنا، وبين أهلنا لكى تعم الفائدة على الجميع وننعم بحياة رغدة، تجعلنا نُحقق الانتصارات والإنجازات على جميع الأصعدة وفي كل المجالات، علينا فقط أن نبدأ بأنفسنا فإن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *