الأرشيف المنبر

لنكن محاربين ضد الإرهاب

قال الله تعالي ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) .. وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) .. وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة .
ففي داخل كل منا حديقة خضراء فيها صفاء ونقاء وأزهار الحب وبذور الخير ترتوي بمياه الطمأنينة والعيش بسلام ما لم تتلوث بأفكار مضللة هدامة تسعى لزرع مبادئ مضللة غايتها زعزعة الأمن والأمان ونشر الفساد وقتل الأبرياء، ولقد ظهرت فئة ضالة مضللة بالفكر الهدام من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها وإن شاء الله هم قلة .
ولقد ضللوا بأهداف يرفضها الدين والعقل ومن أهدافهم أنهم زرعوا في عقولهم العظمة والقوة والجبروت معللين بذلك لتكون إنساناً عظيماً وقويً وفعالاً في المجتمع عندما ترفض وتنبذ ما يحصل في وطنك .. ومن بعض أهدافهم تشمل الأجانب الغربيين العاملين في السعودية والذين حسب اعتقادهم هم ضد الإسلام والمسلمين ، وكذلك مهاجمة الحكومة السعودية وقوات الأمن لأنها تقف ضدهم وتحرض عليهم .. هذا ما كان يزرع في عقولهم من الفئة الضالة ليكون أداة تستعمل ضد الإسلام والمسلمين.
ألم يعلموا أن الأعمال العظيمة لا تتم بالقوة وسفك دماء الأبرياء ونشر الفكر المضلل بل بنشر الفضيلة والمثابرة والحفاظ على أمن وأمان الوطن والولاء للملك وللحكومة هكذا تقاس عظمة الانسان .. حقا هو من احترم دينه ووطنه وحكومته وأمن المسلمون من لسانه ويده .
و لكي نرتقي بين الأمم لابد من الإيمان بأهمية دورنا في المجتمع وما ينتظره منا من إخلاص في العمل وأن نكون الحصن المتين القوي الذي يذود عن كل المخاطر وأن نضرب بيد من حديد من يفكر بالإضرار بأمن الوطن وشعبه ولا نعيش في غربة منعزلة عن الوطن .
وان الغربة الحقيقية والأقسى من الوحدة والغربة هو من كان غريباً في وطنه بتعامله مع من هم ضد الوطن ويسعى في خرابها وزعزعة الأمن والأمان بين أبناء وطنه .. ولاسيما إذا كانوا (الفئة الضالة) من داخل البلاد فهذا أشد وطأة على حكومتنا الرشيدة لأنهم أبناء هذا الوطن المعطاء الذي لم يبخل عليهم بشيء .. وذللت لهم جميع الصعاب ليكونوا أحراراً شامخين بعزة الدين والوطن .. وقد تركوا كل هذا وساروا خلف أُناس تنشد نشر الفساد وترجو لمملكتنا الغالية الزوال وهذا بإذن الله صعب عليهم ولن يحصل أبداً بوحدتنا وإيماننا بالله وحبنا لملكنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود وإخوانهم الكرام .
وأرضنا الغالية أطهر بقاع الأرض التي حباها الله وكرمها بوجود الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف الذي يضم جسد أشرف خلق الله سيدنا محمد صلوات الله عليه .. نفديهم بأرواحنا لأننا يد واحدة وشعب واحد متمسكين بكتابه الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
نرفض الاذلال والغزو الفكري وهدر دماء الأبرياء .. وإن الدولة السعودية رجالها أشداء أقوياء تضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه ويفكر أن يضر بالبلاد أو الشعب السعودي النبيل وبإيمانهم بالله وتمسكهم بكتابه وتنفيذ شرع الله بما جاء في الكتاب والسنة .. وهذا جزاء كل من يحارب الله ورسوله .
قال الله تعالي : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) سورة المائدة .
لقد كان رحمه الله سمو الامير نايف بن عبد العزيز آل سعودي له الدور الكبير في المساهمة في تأسيس منظومة أمنية قوية في المملكة العربية السعودية والوطن العربي ككل .. لقد كان رحمه الله من خيرة من أسس أقوى وأصلب جهاز أمني ونقل ملف الإرهاب إلى الأمم المتحدة وأسس الأمير نايف يرحمه الله منظومة أمنية قضت على الإرهاب بكفاءة واقتدار ورسم سياسة القضاء على الإرهاب بإستراتيجيته الأمنية التي نجحت في الحفاظ على الوطن ودحر الإرهاب وأهله وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، لم يكن الأمير نايف بن عبد العزيز الذي انتقل إلى جوار ربه رجل دولة وحسب وإنما مشروع قيادة متكاملة وهبها الله سبحانه وتعالى كثيرًا من القدرات الفطرية التي ترجمت نموذجًا لقيادي يمتلك رصيدًا تراكميًا هائلاً من الخبرات الفكرية والإدارية والسياسية والأمنية، فهو من خلال تلك الحيثيات قيادي عالمي أسهم في تحقيق السلم والأمن داخل بلادنا وعلى المستوى الدولي .. حيث أصبح منهجه في تحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب .. فسموه كان مدرسة أمنية قضى على الإرهاب في فترة وجيزة وكان مدرسة كبيرة وعظيمة في السياسة والأمن والإنسانية.
رجل مؤثر على الأصعدة كافة ، رجل قلَّ ما يجود الزمن بشخص مثله .. كان الأمير نايف دوماً هو الحاضر الأول والدائم في كل معارك العمل والكفاح والجهاد بالفعل وبالكلمة في وجه الجريمة وفي وجه الفقر وفي وجه البطالة وفي وجه المخدرات وفي وجه الإرهاب وفي وجه الفكر الضال!! وكان سداً منيعاً بقراراته وبتوجهاته وبسديد آرائه .. فقدناك أيها الرجل العظيم في الزمن الصعب جداً ولكن عزاءنا الوحيد في فقدانك هو في إخوة لك من بعدك .. سوف يبقى نايف بالرغم من رحيله يعطي للمستقبل أملاً بما تركه من مآثر خيرية يشهد لها التاريخ . لن ننساك يا نايف الحكمة لن ننساك يا نايف الأمن لن ننساك يا نايف الإنسانية سوف تبقى في قلوبنا وسوف نتعلم من مدرستك الأمنية والفكرية والإنسانية الدروس والعبر نستلهمه عند الأزمات وشدة الكرب لنجد في مآثركم الحلول الجذرية لكل ما يواجهنا في ظل حكومة وقيادة الذين يسعون لخدمة الدين وخدمة ورعاية المسلمين وبيوت الله في جميع اقطار المعمورة .
وخلفه سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود بصلابته وقوة حنكته ونظرته الحادة والصائبة وسياسته المحنكة في إحباط عملية الإرهاب في الرياض وجدة التي تمت منذ أيام قليلة ولم يرضَ التخلي عن المبادئ التي التزم بها وهي أن تكون المملكة على أعلى مستوى من الأمان والاستقرار.
إن سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز على إلمام كامل بكلِّ ما دار في الساحة الداخلية من أحداث خلال هذه الفترة الطويلة ولديه دراية بأدق التفاصيل فالهجمات الإرهابية من الفئة الضالة على بلادنا كانت شرسة وعدوانية مدفوعة بحقد دفين على هذا الوطن الغالي قابلتها الدَّولة ممثلة بأجهزة الأمن بالردع الفوري وفق خطة محكمة استهدفت القضاء على رؤوس الإفساد في الأرض .
خبرات الأمير أحمد بن عبد العزيز وتأهيله العالي واكتسابه لمهارات التعامل مع القضايا الكبرى والمؤامرات وملازمته الطويلة للأمير نايف (رحمه الله) تعززها حكمة القيادة وصواب رأيها بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب تجعل مستقبل العمل الأمني واعدًا ومبشرًا بعصر جديد تستكمل فيه تنظيمات قائمة وتؤهل فيه كوادر بشرية شابة وتطرح أفكارًا خلاقة تنفذ على أرض الواقع لتضيف للعمل الأمني مزايا جديدة تحقق إنجازات تزيد دروع حماية الوطن قوةً وتماسكًا أكبر.
لسنا بحاجة لسرد صفات الأمير أحمد فهي ماثلة أمام الجميع يلمسها أي مواطن ولقرب سموه من الناس وهو ما أسهم في وضع صورته بشكل مقرب يسهل على الملاحظ الحكم دون تفكير طويل، ما نحن بحاجته فعلاً الدُّعاء من الجميع لسموه بالتوفيق والتسديد للتصدي لمهام عظيمة لا تقل أهميتها عن أهمية الأمن والاستقرار لكل الناس وحمايتهم من أخطار الجريمة والمخدرات والقضاء على فلول الإرهاب.

بقلم : حصة بنت عبد العزيز
حايرة في عيون الغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *