الباحة – بخيت طالع ..
مدخل هذا اللقاء الصحفي القصير كان لافتا، فقد دخلت محلا لبيع العسل في مدينة الباحة متسائلا عما اذا كان لدى البائع شيء من العسل، لكن صاحب المحل ابتدأني بجواب قل أن ألقاه الا نادرا، قال لي بثقة وهدوء: \" نعم لدي عسل ولكنه ليس أصلي !! \".. هنا شعرت ان لدى هذا البائع الذي بدأ عليه الوقار كلاما مختلفا عن عالم العسل، استأذنه في الثقاط صورة له ثم في مواصلة الدردشة معه عن العسل، فوافق… وكان هذا اللقاء…
العسل الصيفي
يحتل العسل \" الصيفي \" المرتبة الاولي من حيث الجودة من بين كل انواع العسل الذي تنتجة المنطقة الجنوبية من المملكة، وقال العم (عبدالخالق الغامدي) الذي التقته (البلاد) في سوق التمور والعسل والسمن في قلب المنطقة القديمة بمدينة الباحة إن من بين انواع العسل الموجود في المنطقة خاصة وجنوب السعودية عموما (عسل السمرة، السدر، الصيفي، والطلحة) لمن يظل عسل الصيفي هو الاجود من بينها.وقال: ان سعر الكيلو جرام من العسل الصيفي يصل الى 500 ريال، فيما يكون سعر عسل السدر في حدود الـ 350 ريالا، اما عسل الطلحة او الطلح فيكون في معدل الـ 300 ريالا للكيلو جرام الواحد، اما أقلها سعرا فانه عسل السمرة الذي يكون سعره في حدود معدل الـ 250 ريالا.
تراجع الأصلي
ومضى العم عبدالخالق يقول: انني من الذين كانوا يعملون في بيع العسل بشكل واسع منذ اكثر من اربعين عاما، اما الان فلم اعد اتاجر في هذه المادة الغذائية الا بصورة اقل من الماضي، مرجعا السبب في ذلك الى ظهور العسل المغشوش، والعسل المستورد مثل التركي والكشميري وغيرهما، وكذلك لان انتاج العسل البلدي الاصلي لم يعد الان بذات الكميات الكبيرة التي كان عليها في الماضي.
وقال: أنا احترم عملي وليس لدي استعداد للتمويه ومخادعة الزبون وبيعه عسل مغشوش او مستورد على انه عسل اصلي، انا في الاصل تعودت على بيع العسل الاصلي، وكان لدي مصادري التي تزودني بالعسل الاصلي، لكن تلك المصادر ضعفت في الآونة الاخيرة بشكل ظاهر، ولذلك اذا جاء الي الزبون فإنني اصارحه فيما لو كان عندي شيء بسيط من العسل المستورد، ولا يمكن ان ادعي انه عسل اصلي.
العسل المغشوش
وسالت العم عبدالخالق عن حقيقة العسل المغشوش، فقال: العسل المغشوش كما هو معروف حقيقة واقعية، ومن ذلك ما يقوم به البعض من اصحاب المناحل او مربي النحل ومنتجي العسل، من قيامهم ببعض الاعمال التي تعد غشا، كأن يقوم بتسييح السكر وتقديمه غذاء للنحل، عندما يحدد مكان امام خلايا النحل يضع فيه السكر المساح او المنقوع في الماء، فيقبل عليه النحل بقوة، وبذلك يكون العسل الناتج عن تلك التغذية عسلا مغشوشا حقيقة.وقال: اما الامر الطبيعي فهو ان يدع صاحب النحل نحله يتغذى على الاشجار في الطبيعة المفتوحة، ويمتص من شجر الطبيعة وازهارها ويعود الى الخلايا فينتج العسل من خلال تغذيته من شجر وازاهير الطبيعة وليس من حفنات السكر.
اختبار العسل
واضاف: ان معرفة العسل الاصلي من المغشوش سهل جدا بالنسبة له كتاجر عسل متمرس، مؤكدا ان يستطيع تمييز العسل الاصلي من خلال لونه ومن خلال رائحته ايضا، مضيفا أن ما يقال من عمليات معينه يدعيها البعض لكشف العسل الاصلي من المغشوش، لا تكشف الحقيقة كاملة، حيث ان هناك من يقول انه يستطيع معرفة جودة العسل بوضع قطرة منه في كوب ماء، فاذا تفرق العسل فهو مغشوش واذا تجمع فهو اصلي، وهناك من يضعه في الفريزر لاختباره من خلال هل يتجمد ام لا… وكل هذه الاختبارات انا لا اصدقها كتاجر خبير في العسل.
وسألت العم عبدالخالق عن سبب تناقص المعروض من العسل في هذا الموسم تحديدا، فقال: ان ذلك يرجع الى نقص الأمطار وبالتالي عدم وجود مساحات كبيرة من الخضرة في الاودية، لان النحل يحتاج الى \" المرعى \" وان يجد حول خلاياه وعلى امتداد المساحة التي يطير اليها اشجارا وازهارا يانعة يمتص رحيقها، ومن خلالها يمكن ان يتنج عسلا طبيعيا جيدا.