من أبرز خصائص مجتمعنا أنه مترابط تحكمه العادات والتقاليد النابعة من سماحة الشريعة الإسلامية, التي تنادي بتوقير الكبير ورحمة الصغير, ولأن صغار الأمس أضحوا كباراً, ويتطلبوا أقصى اهتمام وأبلغ عناية بهم لتكريمهم في شيخوختهم, لذا فالمملكة تولي تلك الشريحة الغالية من المواطنين الرعاية والاهتمام اللازمين لتوفير حياة كريمة.
الرعاية الملكية
بدأت خدمات رعايتهم وتأمين سبل الحياة الكريمة لهم في عهد جلالة الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – حيث أمر بصرف المخصصات لهم وإنشاء الدور الخاصة بالعناية بهم وكانت تتبع الخاصة الملكية، وحين أنشئت الرئاسة العامة لدور الأيتام في عام 1375هـ تولت الإشراف على خدمات رعاية المسنين، ثم انضمت إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في عام 1380هـ حيث تولت الوزارة مسؤولية خدمات رعاية المسنين وتطويرها وأصدرت اللوائح الخاصة بدور الرعاية الاجتماعية الخاصة بالمسنين. وفي عهد خادم الحرمين الشـريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بدأت الخدمات المقدمة لكبـار السـن تنتهج أسلوباً متمـيزاً وفريداً يخضـع للتقويم والتطوير.
دور الرعاية الاجتماعية
تستقبل دور الرعاية الاجتماعية كبار السن من الجنسين الذين أعجزتهم الشيخوخة عن العمل أو الذين يعجزون عن القيام بشؤون أنفسهم أو المرضى الذين بلغوا 60 عاماً من المصابين بعجز بدني أو عقلي أفقدهم القدرة على العمل أو رعاية أنفسهم بشرط خلوهم من الأمراض المعدية أو الأمراض العقلية، ومن أهم شروط القبول بتلك الدور عدم وجود أقارب يمكن أن يعتنوا بهم، وروعي عند إعداد هذه الدور أن تكون قريبة إلى حياة الأسرة الطبيعية يتمتع فيها المسن بنوع من الاستقلال ويشعر فيها بالراحة والأمن والسكينة، وتوفر لهم داخل تلك الدور الإعاشة الكاملة والرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية وخدمات العلاج الطبيعي وبرامج العناية الشخصية، كما تتيح للمسنين مزاولة بعض الأعمال اليدوية والأعمال الفنية بغرض شغل أوقات الفراغ، كما يتمتع المقيمون من كبار السن داخل دور الرعاية بالبرامج الدينية والثقافية والترفيهية المناسبة، ويصرف لكل مقيم بدور الرعاية الاجتماعية راتبا شهريا.
وتوجد عشر دور لرعاية المسنين والمسنات موزعة على أرجاء المملكة في كل من (الرياض للذكور – الرياض للإناث – عنيزة – وادي الدواسر – الدمام – الجوف – المدينة المنورة – أبها – مكة المكرمة – الطائف).
برنامج الرعاية المنزلية
يهدف هذا البرنامج إلى رعاية المسن داخل أسرته وتقدم له الرعاية الطبية حسب الحاجة حيث يزوره فريق طبي بين فترة وأخرى حسب الجدول الذي يضعه الفريق وحسب حالة السن، وهذا الفريق مكون من طبيب وممرض أو ممرضة وطبيب نفسي أو أخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي وأخصائي علاج طبيعي. أما البرامج التي تقدم لهؤلاء خارج الدور فتتمثل في الزيارات والرحلات الأسبوعية والنزهات التي تتم بانتظام للقادرين منهم بغية ربطهم بالمجتمع الخارجي والقضاء على إحساسهم بالعزلة.