جدة.. لا تطاق
العنوان أعلاه، جزء من حديث مواطن التقته (المدينة) في تحقيقها الصحفي المعنون بـ(تحويلات القطار تخنق السير شرق جدة) المنشور يوم الاحد 19 القعدة 1435هـ.. والواقع ان جدة بالفعل صارت بيئة كئيبة لسكانها، ولم تفلح جهود الجهات الرسمية فيها، وفي مقدمتها الامانة، المياه، والمرور في صناعة بيئة جاذبة في هذه المدينة الساحلية التي تعيش فوق ارضها ما يقارب الـ4 ملايين ساكن.
في جدة زحمة سير لا تتوقف ولا تهدأ ولا تخف، ان ليلاً او نهاراً، وان صباحاً او مساء.. وتبخرت مع الاسف وعود المسؤولين فيها باقتلاع مشكلة الزحام وارتباك السير وكثافة المركبات في شوارعها، قالوا للناس قبل عدة سنوات (اصبروا علينا.. وستجدون الفرج).. وصبر الناس ومازالوا لكن الضوء لم ينبلج ولم يلح من نهاية افق المشاريع اما البطيئة جداً، او المتعثرة.
شركة المياه هي الاخرى كانت سبباً آخر في هذه الكآبة التي تعيشها عدة اجزاء من جدة، فشبكة المياه المهترئة، منذ عهد أجدادنا، مازالت تبعج مرة هنا واخرى هناك، وتتدفق المياه الحلوة الى الشوارع، ومعها تتآكل طبقة الاسفلت، ثم بعد عدة ايام تنتبه الشركة، لكن بعد (خراب الشارع) وتحوله الى حفر وعائية، مطبات، ثم يظل العابرون يتخبطون فوق الحفر التي كانت بإهمال صريح من شركة المياه، حتى يأتي الاسفلت الجديد بعد شهور.
امانة جدة.. شاركت بفعالية في هذا المناخ العجيب، بإهمالها صيانة الاضاءة في اعمدة الشوارع وخصوصا داخل الاحياء، بعدم مباشرة ردم الحفر الوعائية، باهمالها لجنوب وشرق المدينة بشكل واضح وتركيزها على الكورنيش البحري.. وادى هذا الثالوث من الجهات الرسمية (الامانة، المياه، المرور) الى صناعة هذا المناخ العجيب في جدة.. ولك عزيزي القارئ ان تتجول في شرق ووسط وجنوب المدينة لترى صدق ما نقول.. ثم قل لنا ما رأيك؟.
التصنيف: