جدة – شاكر عبدالعزيز وإبراهيم المدني
ودعت مكة المكرمة احد رجالها التربويين الكبار الذي قضى اكثر من اربعين عاماً من حياته في الحقل التربوي (بمكة المكرمة) وهو الراحل الاستاذ حسين عاتق الغريبي الذي وافاه الأجل المحتوم بالامس، وقد تحدث عددا من المثقفين عن مسيرة الاديب الاستاذ حسين الغريبي وتناولوا مشوار حياته.
الاستاذ الكاتب الصحفي محمد الحساني – قال للبلاد رحم الله اخانا وصديقنا وزميلنا الاستاذ حسين بن عاتق الغريبي الذي ربطتني به صداقة وزمالة استمرت اكثر من اربعة عقود لقد تزاملنا في حقل التربية والتعليم عندما كان الغريبي احد أعلام التربية والتعليم في المنطقة وسجل اسمه ضمن الرواد من التربويين على مستوى وزارة المعارف التي اصبح اسمها وزارة التربية والتعليم ،اما عن علاقته بالثقافة والفكر فقد عرفته شاعراً رقيقاً ينشر مقطوعات شعرية تعبر عما في نفسه من خلجات نبيلة نحو اسرته واصدقائه والمجتمع وكان مشاركاً بقلمه في الحياة الثقافية وتزاملت معه في جريدة الندوة في فترة من الفترات ولما احيل على المعاش انتقل للسكن في جدة واستفاد من امكانياته الثقافية سعادة الوجيه عبدالمقصود خوجة مستشاراً ثقافيا لصالون الاثنينية فساهم من موقعه في الاعداد لمؤلفات كثيرة طبعت على حساب الاثنينية لادباء وشعراء من المملكة والوطن العربي.
كما ان الاستاذ العريبي رحمه الله تتبع ما كان ينشره الاصحفي الشاب الجريء محمد سعيد عبدالمقصود والد صاحب الاثنينية الذي كان ينشر عاموداً صحفياً تحت اسم «الغربال» يغربل فيه ما كان حوله من اوضاع ثقافية واجتماعية بجرأة ووضوح بمقياس ذلك الزمان فنتج عن هذا التتبع اصدار مجلد بتلك المجالات يمكن اعتبارها رصداً للحياة في المملكة قبل نحو سبعين عاماً رحم الله الفقيد العزيز واسكنه فسيح جناته «إنا لله وإنا إليه راجعون».
الزايدي فقدنا علماً من أهل مكة المكرمة
من جهته عبر الاستاذ سليمان الزايدي عضو مجلس الشورى واحد ابناء مكة المكرمة عن حزنه العميق لوفاة الاديب الاستاذ حسين بن عاتق الغريبي وقال الزايدي بألم بالغ تلقيت خبر الوفاة ولا املك سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة فقد كان تربوياً من طراز فريد واديباً بارعاً ومحباً لعلمه ولعمله كما يتميز رحمه الله بالتواصل مع اصدقائه ومحبيه ودائماً يسأل عنهم ويحرص على مجالستهم واضاف الزايدي نسأل الله للفقيد الرحمة ولابنائه واسرته الصبر والسلوان.
من أبرز التربويين
وقد أبدى الزميل خالد محمد الحسيني المتواجد حالياً في الولايات المتحدة الامريكية ألمه الشديد لفقد صديقه وزميله حسين عاتق الغريبي وقال انني كنت اتمنى ان اكون في مكة المكرمة للمشاركة في تشييع جثمان الاستاذ حسين الذي يعد من ابرز التربويين في مكة المكرمة الى جانب ما يتمتع به من حسن خلق واهتمامه بالجانب الادبي الامر الذي جعل الشيخ عبدالمقصود خوجة يستعين به للجانب الثقافي للاثنينية نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يعوض اهله فيه ويمنحهم الصبر والسلوان «إنا لله وإنا إليه راجعون».
أبناء الأديب الغريبي: فقدنا أباً حنوناً ورجلاً محباً للجميع
تناثرت دموع ابناء الاديب الراحل الاستاذ حسين بن عاتق الغريبي وهم يودعونه امس الى مثواه الاخير في مقابر المعلاة بمكة المكرمة داعين الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يغفر له ذنوبه وقالوا في حديث لـ(البلاد) وهم يغالبون دموع الفراق ان والدهم كان محباً لاصدقائه وادبه ولاسرته وكافة ابنائهم وكان يهتم بهم ويسأل عنهم ويساعدهم في كل كبيرة وصغيرة يحتاج اليها كل فرد منهم. يقول ابنه هلال: لم اصدق نفسي فالموت خطف والدنا فجأة ولم يمهله يرحمه الله لتحقيق بعض احلامه والمتمثلة في العودة الى مكة المكرمة والاستقرار فيها وبناء مسكن خاص يحتوي على صالون كبير يرغب في الاجتماع بأصدقائه فيه بشكل يومي أو أسبوعي حسب ما يقرره ويراه مناسباُ. وأضاف الابن هلال: رحم الله الوالد فقد كان كل شيء في حياتنا اهتم بنا ونحن صغار ولم يتركنا ونحن كبار بل ظل اهتمامه متواصلاً ولم يتوقف.
رحمك الله يا أبي
من جانبه عبر الابن الأصغر صلاح عن ألمه لوفاة والده الأديب الأستاذ حسين الغريبي. وقال صلاح والدموع تغالب كلماته فقدنا أباً من طراز فريد ولا أبالغ إذا قلت إن والدي رحمه الله يعاملنا معاملة حسنة لا يمكن وصفها هذا فضلاً على حرصه على التواصل مع كافة أصدقائه ومحبيه وإخلاصه وتفانيه في عمله وفي علمه وتطلعاته الكثيرة لوطنه الكبير بأن يكون أنموذجاً في كل شيء. ومات وهو يحلم بالاستقرار في مكة المكرمة والعودة إليها بعد نحو 7 سنوات من العمل في الاثنينية بجدة. ولكن الموت حال دون تحقيق حلمه والحمد لله على قضائه وقدره ونسأل المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.