جدار برلين من أشهر الجدران العازلة في تاريخ البشرية. شـُيـِّد كرمز للحرب الباردة التي مزقت العالم بين معسكر شرقي شيوعي بزعامة الاتحاد السوفييتي ومعسكر غربي ليبرالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتحتفل الدول الأوروبية عامة وألمانيا خاصة في التاسع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بذكرى سقوط جدار برلين الأكثر شهرة في العالم، وشـُيد عام 1961 ومثــَّل رمزا للحرب الباردة التي كانت دائرة بين المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفييتي السابق والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة.
بلغ ارتفاعه السور أو الجدار 3.2 أمتار، وكان يسهر على حراسته 210 مركز مراقبة، فيما وضعت على بعض أجزائه أسلاكا شائكة لمنع المتسللين. ولم يكن السور مرغوبا فيه من قبل شباب ألمانيا الشرقية؛ الذين حاولوا مرارا تسلله للجوء إلى ألمانيا الاتحادية.
بتاريخ 9 نوفمبر من عام 1989، بعد أكثر من 28 عاما على بنائه الذي اعتبر تقسيم لمدينة وتقسيم لشعب، أعلن غونتر شابوفسكي للصحافة وهو الناطق الرسمي و سكرتير اللجنة المركزية لخلية وسائل الإعلام و عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الألماني أن قيود التنقل بين الالمانيتيين قد رفعت أثناء حوار إعلامي عن طريق الخطأ إذ لم يكن متثبتا من توقيت الإعلان ممّا تسبب في فوضى عارمة أمام نقاط العبور في الجدار، فتوجهت أعداد كبيرة من الألمان الشرقيين عبر الحدود المفتوحة إلى برلين الغربية، واعتبر هذا اليوم يوم سقوط جدار برلين.
*مصدر الهام للفنانين
نتج عن سقوط جدار برلين، هبوب رياح تغيير ألهمت العديد من الفنانين، من الإنكليزي ديفيد بوي إلى الروسي روستروبوفيتش.
ولطالما كان جدار برلين، الذي قسّم العاصمة الألمانية برلين إلى شطرين، فضاءا محببا للفنانين والرسّامين. فأصبح أكبر متحف في الهواء الطلق في العالم. كما كان مكانا مفضلا تقام على مشارفه الحفلات الموسيقية والفنية.
ومع بداية ستينيات القرن الماضي غنى الأمريكيان ميلت لارسن وريتشارد شيرمان أغنية حول جدار برلين في ألبوم أضحى شهيرا، “سماش فلوبس”.
وكانت قصص تحطيم جدار برلين مواضيع مفضلة استوحى منها الكثير من الفنانين أعمالهم الموسيقية.
فقد أصدر الفنان الفرنسي رونو عام 1975 أغنية مفعمة بالمشاعر الفياضة، تناولت قصة فتاة أسماها “غريتا” فارقت اسرتها بسبب الجدار الفاصل. وبعد سنوات، كرّم رونو من خلال أغنية أسماها “أهلا غوربي”، رئيس الاتحاد السوفيتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، الذي ساهم بقسط كبير في سقوط جدار برلين.
وأصدر عازف البيانو ديفيد لانز عام 1990 البوم “الرقص على جدار برلين” بعد ثماني سنوات من إصدار فرقة “راشيونال يوث” الكندية أغنية تحمل نفس العنوان.
وطوال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1989، أقام عازف الكمنجة الروسي مستيلاف روستروبوفيتش حفلا فنيا متواصلا أمام الجدار.