لكل كائن لغته الخاصة فالصياح بأصوات مُعينة، وإشعال النار، وقرع الطبول، ما هي إلا وسائل اتصال عن بُعد حتى تصل رسالة الإنسان إلى غيره البعيد عنه، ولكن اللغة هي أرقى الوسائل نظراً لأن لغة الإنسان هي وسيلة للتفاهم، والتفاهم هو جوهر عملية الاتصال، وقد بدأت اللغة بين الإنسان وأخيه الإنسان بداية متواضعة الشكل والمضمون، مع مرّ العصور تطورت اللغات ليس فقط بين الشعوب بل بين الشعب الواحد، فاللغة تُعدُّ وسيلة من وسائل الاتصال بين الناس داخل المجتمع وخارجه، كما أن تكامل وسائل الاتصال لها أثر كبير في نقل الخبرات وتطورها ومن ثم تقدم البشرية وازدهارها.
وقد توالت الاختراعات بداية من الطباعة، والمذياع، والتلفاز، و \"الفيديو\" ، والحاسبات الآلية، وحتى الأقمار الصناعية، مما كان لها الأثر الكبير في تحقيق الاتصال بين العديد من أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة، وقد ظهرت أهميتها في كثير من المجالات المختلفة وخاصة المجال الإعلامي، إضافة إلى أثرها التربوي والتعليمي، مما كان لهذه الوسائل الحديثة أهميتها وأثرها الفعَّال في المجالين التربوي والتعليمي، فأسهمت وسائل الاتصال الحديثة في إثراء عملية التعليم والتعلم ومن ثم فهي تُعَدُّ وسائل اتصال تعليمية.
فالاتصال بوسائله المتعددة والمتجددة يوماً بعد يوم تُمثل سمة من سمات هذا العصر ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين.
بهذه المقدمة صدر للزميل الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز الدعيلج أستاذ الإعلام التربوي المشرف المشارك كتابه الأخير رقم \"13\" الذي صدر عن دار صفاء الأردنية بعنوان \"الاتصال والوسائل والتقنيات التعليمية والكتاب يعد إثراء جديد للمكتبة السعودية في هذا المجال.