الشماسة مصطلاح محلي (شعبي) يطلق على الذين لا مأوى لهم، ويتخذون من الشوارع ومجاري الصرف الصحي والعمارات تحت التشييد مساكن يأوون إليها ليلا، بينما يجوبون الأسواق والأزقة والأحياء نهاراً بحثاً عن (فتات، وفضلات طعام يقتاتون بها).
(الشماسة) ظاهرة كونية عمت كل دول العالم والمجتمعات كافة،وليست حصرياً على السودان وحده ، فقد صارت ظاهرة عالمية استعصت على العلاج، حتى الدول الكبرى ذات الإمكانيات العالية والاقتصادات القوية مثل الولايات المتحدة الأميركية لا تخلو من هذه الفئات.
وفي السودان، ظل كيان الشماسة قائماً رغم المعالجات القائمة بإيجاد دور رعاية لهم، وفي هذا الصدد قال المدير العام لمنظمة “غوث” لضحايا الحروب والنزاعات المسلحة بالسودان أبوبكر حامد التوم، ظاهرة “الشماسة” تنامت مع الحرب في بعض مناطق السودان، حيث هجر المواطنون قراهم نتيجة الاعتداءات عليهم من المجموعات المتفلتة، وأصبحت المعسكرات لا تفي بالغرض المطلوب، لذلك تبدأ هجرتهم لهذه المعسكرات والدخول إلى عواصم المدن بحثا عن الأمان وتطول إقامتهم، حيث لايجدون ظلا يستظلون به، ويجدون في الأسواق مأوى لهم بالتقاط بقايا الطعام.
ويستمد (الشماسة) الجريمة ممن هم أكبر منهم سناً، حيث يتعلمون شرب الموبقات من سلسيون وخمور بلدية في بعض الأحيان، وارتكاب جرائم السرقات، فهم قنبلة موقوتة ومشروع لمعتاد إجرام إذا لم يجدوا العناية اللازمة التي تقيهم من الانزلاق في عالم الجريمة. وأكد أبوبكر حامد بأنهم في منظمة غوث يقدمون الدعم لضحايا الحروب في المناطق المختلفة، وطافوا معظم الولايات، وأقاموا مجتمعات علاجية بالتعاون مع الناشطين في المجال الطوعي. وأكد استعدادهم للتعاون مع كافة الجهات التي تعمل في مجال الخدمات الإنسانية لمعالجة هذه المشكلة القومية التي تهم السودانيين جميعهم.