•• ذات “ليلة” من ليالي الصيف فاجأني الزميل الصديق جلال أبو زيد رحمه الله الذي أطلق عليه بعضهم بـ”غول” الصحافة الفنية في السبعينات، وبداية الثمانينات الميلادية بزيارة غير مرتبة في منزلي كنا أيامها نعيش أحداثاً فنية صحفية صاخبة كان يقودها – جلال – بحرفنة بين محمد عبده وطلال مداح، ومشاركة خفية من ذلك الفنان الشامل لطفي زيني الممثل وكاتب الأغنية الجميل، وكنت أخذ على “جلال” ميله نحو طلال، وأن كان لا يقطع خيط التواصل مع محمد عبده.
المهم عندما فتحت باب “المنزل”، وإذ هو جلال ومعه فناننا الكبير طلال مداح.. عندها لم أجد ما يمنعني من الاتصال بالحبيب العمدة “محمد صادق دياب” لنجري في تلك “الجلسة” الكثير من النقاشات الفنية، وبل الرياضية حيث اكتشفت الميول الرياضية لدى “طلال”، وهي ميول اتحادية “فاقعة الصفار”.
أذكر يومها.. أن خرج – طلال – سريعاً ليعود حاملاً – عوده – ليسمعنا أحدث أغانيه أيامها “مرت ولا حتى تلتفت.. مرت وعن عيني اختفت.. مرت ما كنها في يوم ضحكت لي ولا كنها في يوم عرفتني”
ليتبعها بسلسلة من أغانيه القديمة عندها طلب منه “الحبيب الدياب” الاستماع لأغنيته الجميلة “وردك يازارع الورد”، ويلحقها بأغنية أكثر جمالاً “شفت أبها في المراعي”.
فقلت لطلال إن محمداً يعيد ذكرياته في أبها التي ذهب إليها مدرساً في منتصف الثمانينات الهجرية.
فرد الدياب نعم إنها ذكريات لا تنسى.
لا أعرف ماذا كان يهدف إليه – جلال – رحمه الله من تلك الزيارة التي مضى عليها الآن حوالى ثلاثين عاماً، ولكن احساسي بها كأنها حدثت أمس ونحن نعيش ذكرى وفاة طلال.. رحمهم الله جميعاً وتجاوز عن سيئاتهم إنه جواد كريم.