الرياض: الثقافية
اقيمت مساء أمس ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام محاضرة بعنوان /تجربتي في كتابة السيرة الذاتية/ القاها عبدالله مناع وأدارها حسن النعمي ومحاضرة أخرى بعنوان /الثقافة العلمية والتنمية الوطنية/ أدارها عبدالله القفاري وميساء الخواجا.
ففي المحاضرة الأولى تحدث د. عبدالله مناع عن بداية علاقته بفن السيرة مشيرا الى أن السيرة في فترة الستينيات كانت أفلامها السينمائية وكتبها زاخرة بالأفكار القومية والتحررية.
وبعد أن شرح ثناء دراسته الفرق بين كتابة السيرة وكتابة المذكرات؛ تناول مناع أول سيرة كتبت في الإسلام، وهي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي كتبها محمد بن إسحق في كتابه /المغازي والسير/، وهي السيرة نفسها التي اعتمد عليها ابن هشام من بعده.
ثم انتقل إلى الحديث عن بعض السير في العصور الإسلامية مثل سيرة بني هلال التي كانت أقرب إلى الملاحم الشعرية أكثر منها سيرة ذاتية.
كما أشار مناع إلى أن الساسة العرب خاضوا في كتابة السيرة من أواخر القرن التاسع عشر.
وختاماً، استعرض تجربته الشخصية في كتابة السيرة التي بدأت فكرتها من الاجتماع الأسبوعي الذي كان يعقده كل سبت مع أصدقائه.. حيث طلب منه خالد باطرفي أن يسرد ذكرياته..
وفي المحاضرة الثانية بعنوان /الثقافة العلمية والتنمية الوطنية/ أوضح الدكتور خضير الشيباني أن التنمية حديث الأمس واليوم والغد، وان الثقافة هم دائم وهي من البديهيات لأنها تعني الإنسان وكيف يفكر مشيرا الى أن بين التنمية والثقافة صلة جذرية ، فلم يكن غريبا ان تطرح استراتيجية وطنية للثقافة ، فأي ثقافة ننمي؟
وقال ينبغي أن ندرك أن الثقافة تمردت على احتكار النخبة ، ولذلك فإن المخرج يتطلب المبادرة وتقييم الوضع الحالي للثقافة في إطار الحديث عن إستراتيجية للثقافة ، لأن اهتمامنا الثقافي مازال هو ذاته لم يتغير منذ قرون ، فغياب المنتج التنموي ثقافيا يجعل المنتج مختلفا عن التنمية ولذلك فثقافتنا تبصر بعين واحدة وهي إنشائية وتحاول تأصيل التنمية ، والعلوم الحديثة ليست مجرد عابر سبيل ، فهي ينبوع ثقافة واسلوب عمل ، وتحتاج لبيئة ثقافية مناسبة.
من جانب آخر ركزت الدكتورة أمل فطاني على أهمية تحديد المصطلحات عند التعامل مع الثقافة ، وأهمية التدريب والتطوير ، في أطار احتياجات المجتمع للثقافة العلمية ، الأصيلة المبنية على الثوابت ، دون فقدان خصائصها وإبداعاتها.
وقالت لا بد أن نوفر معطيات المعرفة ونحاول تعميم اقتناع الفرد بقيمته الذاتية ولا بد من التركيز على إستراتيجية وطنية ، تشعر الفرد بأهميته ، ولا بد من التركيز على أخلاقيات البحث العلمي ، وأحياء روح الابتكار والاختراع ، متسائلة عن دور التعليم العام في ذلك ، الذي يطالب بتنمية مهارات ومحاربة الأمية ، والاهتمام بالدرجة الأولى بالعقل البشري , وشددت على ضرورة الاستفادة من الطفرة الحالية في التركيز على التنمية الإنسانية وجوانب التعليم والصحة للأجيال ، وتوفير مستقبل وبيئة خصبة لهم.