جدة – البلاد
إن الخيط الذي يربط بين كتابات الأديبات والكاتبات السعوديات في قضية التمرد الثقافي كان بسبب تمردهن على التقاليد وعلى الرجل، وعلى مظاهر الفساد، والتمرد على الأنوثة، التمرد على الجفاف العاطفي وسلطة الذكورة.
بهذه القناعة التي وصل اليها الكاتب الدكتور محمد بن عبدالله العوين عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية اصدر مؤخرا كتابه الجديد والذي حمل عنوان (كتابات نسائية متمردة.. رؤة تاريخية ونقدية لكتابة المرأة السعودية) والذي اشار في مقدمته الى ان ظاهرة التمرد في كتابة المرأة السعودية استوقفته لاحساسه بان ثمة قضية في النص القصصي تومض بشعور خفي بالاضطهاد سواء كان متوهما ام حقيقة يقضي الى طغيان روح كتابية متمردة رغبة في الخلاص، وتوقاً الى استغلال الذات.
أقسام الكتاب
يقع الكتاب في اربعمائة واثنتين وسبعين صفحة من القطع المتوسط ويعرض المؤلف بصفة شمولية في القسم الاول.الى مااسماه (بالتاصيل التاريخي) متتبعاً بدايات اهتمام المراة السعودية بالكتابة وسمات كتابتها القصصية، غير ميال الى ان للانثى لوناً خاصا من الكتابة. لكنه يسوق هذا الجزء التاريخي في نطاق تطورات الفن القصصي في المملكة العربية السعودية عبر اجياله المختلفة التي قسمها الى البدايات ثم المرحلة الفنية والتي بدأت عام 1365هـ ثم المرحلة الفنية التي بدأت مطلع الثمانينات الهجرية من القرن الماضي.
وفي نوع من المصداقية في تقسيمه لتلك المراحل درس المؤلف د. العوين الرواية والقصة القصيرة فاشار الى مجموعة قصصية نشرت عام 1384هـ لنجاة خياط (مخاض الصمت) وكانت فاتحة قوية للمرأة الكاتبة، ثم انعطف في عرضه الى مشاركة المرأة السعودية في الامسيات القصصية مطلع الالفية الهجرية الجديدة كفاتحة اخرى لاثبات الحضور النسائي في ساحة الابداع الكتابي.
اما في القسم الثاني من الكتاب تحت عنوان (التأصيل النقدي).. حيث درس فيه الكتابات المتمردة المختارة على نحوين.. الموضوع والشكل، ثم قدم اربعة وثلاثين نصال لاربع وعشرين كاتبة ومنهن:
اميمة الخميس، بدرية البشر، فوزية الجار الله، زينت حفني، رقية الشبيب، شريفة الشملان، فوزية البكر، جوهرة المزيد، لطيفة الشعلان، قماشة السيف، ليلى الاحدب، مريم الغامدي، نجاة خياط، نجوى غرباوي، ونورة الغامدي وخيرية السقاف، نجاة عمر، صغيرة الغدير وغيرهن.
وختم المؤلف كتابه بالتعريف بالكاتبات في ملحق منفصل وفهارس لمصادر ومراجع الكتاب.