المصارحة التي نظّمها النّادي الأدبي مع مدير عام مديرية الزّراعة بمنطقة الباحة – والتي امتدت لأكثر من ثلاث ساعات – كانت مطابقة لعنوانها بالفعل وعلى درجة كبيرة من الشّفافية .تحدّث المهندس سعيد جار الله عن كلّ الجوانب المتعلّقة بالشّأن الزّراعي في المنطقة بكلّ وضوح , وأجاب على أسئلة الحاضرين بكلّ تجرّد . معترفاً بالقصور كون الخطأ يظهر مع أي عمل إلاّ أنّه لم يقف عائقا , بل كان محرّكا لطموحات كبيرة . مؤكّداً بأنّ الوزارة في سنواتها الأخيرة بدأت تتّخذ استراتيجيّات جيّدة (في إطار علمي) مبنيّة على نتائج الدّراسات البحثيّة التي تتناسب مع ظروف البيئة والمناخ للحدّ من الهدر المائي في الرّي , وتحديد نوع المنتج لكل إقليم في المملكة .. ومنها منطقة الباحة التي تتمتع بخصوبة عالية في التّربة لاحتوائها على الكثير من العناصر المعدنيّة والتي تساهم في إنتاج محاصيل ذات جودة في القيمة الغذائيّة , أو الناحية المذاقيّة . وهو ماتتميّز به العديد من منتجات المنطقة سواء الحبوب كالقمح والذّرة والشّعير … أو الفواكه وأهمها الرّمان والموز والخوخ واللّوز وغيرها , وأيضاً البنّ الشدوي الذي يعتبر الأفضل على الإطلاق ! مما يشجّع على زراعة هذه الشّجرة لملاءمة بعض جهات المنطقة لزراعتها من حيث الطّبيعة والأجواء , والتفاؤل بأن تكون المنطقة مصدرا لإنتاج البن مستقبلاً على مستوى المملكة . والتّوجه كذلك لاستزراع الأشجار الغابيّة المتناسبة مع البيئة , والتي لا تستهلك كثيراً من الماء , وأهمها شجرة البان أو ماتعرف علمياً ( بالمورينجا ) والتي ستكون أحد أهم الأشجار المستزرعة بحول الله , لما عرف عنها من قيمة غذائيّة عالية ودوائيّة هائلة . والتي يطلق عليها كثير من الأسماء منها شجرة اليسر وشجرة المستقبل وصيدليّة الصّحراء . حيث أشارت بعض الكتب بأنها تفيد في علاج أكثر من 300 مرض !! وامتد حديث المصارحة إلى الطموحات التي يخطط لها سمو أمير المنطقة لتفعيل السّياحة الزّراعيّة , والعمل على أن تكون منتجاً سياحياً جديداً له أكثر من قيمة . والدّراسات قائمة في هذا الشّأن , وسيلمس المقيم و الزّائر والمصطاف شيئاً من ذلك في وقت غير بعيد إن شاء الله. والمؤمّل في الجمعيّات الزّراعية التي تأسّست مؤخّراً أن تنهض بزراعة المدرّجات الجبليّة والمواقع الجيّدة الأخرى , والأمل كذلك في زيادة عدد الجمعيّات التّعاونية بزيادة وعي الأهالي لهذا الغرض ، خاصة وأن جمعية النّحالين حقّقت نجاحاً كبيراً خلال سنواتها القصيرة وأثبتت دورها بفعالية واقتدار،فقد تمكّنت من التّعريف بهذا المنتج عالمياً بتحقيق المركز الثّاني على المستوى الدّولي.وربما كانت طريقة التغليف العادية سبباً في عدم الحصول على المركز الأوّل والّذي يستحقّه عسل الباحة بجودته وتميّزه بكلّ تأكيد.
ولعلّ الاشارة الى الثروة الحيوانية في المنطقة وأنها الأقل في نسبة الأمراض الوبائيّة على مستوى المملكة يعطي بعداً للبيئة الصحيّة الجيّدة بالباحة والتي تحتاج مزيداً من العناية والاهتمام لحمايتها من التلوّث بتعاون الجميع.
وقد ظهرت مفاجأة الّلقاء مع ملاحظة أحد الحاضرين حول عدم معرفة بعض العمّال بالمقادير الصّحيحة عند استخدام الأسمدة الكيماوية بما يؤثر على النباتات الورقية التي تؤكل طازجة والمفاجأة أنّ المنطقة ليس بها مختبر لفحص هذه المنتجات التي تباع يومياً رغم توفره في مناطق المملكة الأخرى مما يجعل التّساؤل مشروعاً عن أسباب عدم إقامة مثل هذا المختبر للتأكد من سلامة المنتجات الزراعية وحماية المستهلكين من أضرار الكيماويات المحتملة,,,.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *