وليد ابراهيم
في معرض كان جل رواده من رجال السياسية ونخبة من الفنانات العراقيات اقامت رابطة التشكيليات العراقيات معرضها الاول في بغداد وبمشاركة اكثر من 40 فنانة قدمن اعمالا في الرسم والنحت والخزف .
اقيم المعرض في حديقة منزل صفية السهيل عضو مجلس النواب العراقي التي تكفلت برعاية الحدث الذي لم تكن ابوابه مفتوحة للعامة بسبب الوضع الامني وخصوصية المكان الذي يقع ضمن منطقة محاطة بحراسة امنية مشددة .
وكانت الغاية من اقامة المعرض وكما قالت صفية السهيل هو \" مساهمة للتاكيد على ضرورة الاهتمام بالملف الثقافي في العراق وبالاخص ما يتعلق بنسائنا الفنانات التشكيليات والتاكيد على دورهن في اعادة وجودهن في مجتمع مستقر يؤكد على اهمية التعاون في جميع المجالات .\"
ويعتبر المعرض الاول للرابطة التي تاسست في الخامس عشر من شهر يوليو تموز يوليو الماضي وتضم حاليا ما يقرب من 50 فنانة تشكيلية .
وقالت الفنانة زينا سالم عضو الهيئة الادارية للرابطة \" هذا المعرض هو باكورة اعمال رابطة التشكيليات العراقيات … والهدف من مشاركتنا هو محاولة نقل واقع جميل عن المرأة العراقية غير ذلك الواقع الذي يظهر عادة على الاعلام ويتحدث عن الحالة السوداء التي تحيط بهن .\"
واضافت وفقا لرويتر \" ما نحتاجه الان هو فرصة .. خصوصا في ظل الوضع الذي نعيشه الان في العراق . كنا سابقا نقول ان خطوة المرأة كانت ضيقة فما بالك في بلد وضعه الامني غير مستقر مثل العراق … بالتاكيد ستكون خطواتنا اضيق .\"
ومضت تقول \" هذه فرصة لنا لنقول اننا موجودات وان الثقافة في العراق لا زالت موجودة ونحاول ان نقدم ما هو افضل .\"
وشاركت زينا سالم في المعرض بلوحتين قالت انهما تعكسان واقع الشارع العراقي وبغداد \" التي آل وجهها الجميل الى وجه ذي مسحة رمادية غير جميلة وهو ما يبعث بنا احساسا باننا غرباء وسجناء مدينة تحيط بها الحواجز الكونكريتية التي مهما حاولوا تلوينها وتزيينها فانها تبقى حواجز كونكريتية تمنعنا من ان نخطو خطوات متقدمة للامام .\"
وكانت القوات الامريكية قد وضعت حواجز اسمنتية حول مناطق عديدة ببغداد وشوارعها خلال العام المنصرم في محاولة للسيطرة على الوضع الامني والتقليل من عمليات القتل الطائفي .
ومازالت هذه الحواجز الاسمنتية منتشرة حول حارات رغم التحسن الكبير الذي طرأ على الوضع الامني في بغداد والمحافظات الاخرى منذ عدة اشهر .
وحاولت منظمات عراقية وفنانون عراقيون اضفاء مسحة جمالية على هذه الحواجز من خلال الرسم وتأطير هذه الرسومات بصور ذات الوان براقة وجذابة .
وقالت صفية السهيل \" في رأيي لا يمكن الحديث عن استقرار امني وسياسي بعيدا عن حراك حقيقي نحو التاكيد على الثقافة العراقية والتاكيد على الفنانين .\"
واضافت \" العراقيون مدعوون … ونساؤنا وخاصة الفنانات منهن على التاكيد على دورهم وفي التعبير بعيدا عن الصراخ الذي يستخدمه السياسي والكلمات المنمقة التي تستخدمها الدبلوماسية في الحديث عن اي موضوع .\"
وضم المعرض ما يقارب 50 عملا فنيا في الرسم والنحت واعمال الخزف توزعت بشكل متناسق وجميل في ارجاء المكان . وحضر المعرض عدد من رجال السياسة والسلك الدبلوماسي العربي والاجنبي العاملين في بغداد واعضاء بمجلس النواب وعدد اخر
من الشخصيات العراقية المستقلة البارزة .
وقال السياسي حاجم الحسني الذي راس اول جمعية عمومية تشكلت في العراق بعد العام 2003 والذي حضر المعرض إن ما يحويه من إبداعات \" تعطينا املا في ان العراق مازال بخير واننا نسير بالطريق الصحيح .\"
وقال فؤاد معصوم رئيس الكتلة البرلمانية الكردية \" ما تشعر به هؤلاء الفنانات وما يعبرن عنه في لوحاتهن ليست حالات منفردة تعبر عن ذاتهن بقدر ما هي حالات تعبر عن مشاعر العراقيين وقسوة الحياة في العراق .\"
واضاف \" لكن مع هذا ستجد في هذه اللوحات الامل وتقول نحن لم نفقد الامل بعد .\"
ولم تبتعد الكثير من اللوحات عن السياسة من خلال التعبير عن صعوبات واقع الحياة اليومية التي يمر بها المواطن العراقي منذ سنوات وامله بمستقبل افضل .
وقالت الفنانة شمس الشمري انها ارادت من خلال اللوحات الثلاث التي اشتركت بها في المعرض ان تقول \" ان على الانسان ان لا يتخلى عن الامل والطموح في تحقيق طموحه ومن عدة طرق وعدم الاكتفاء بطريق واحد والتوقف عند انتهاء هذا الطريق .\"
وتحدثت النائبة الاء الطالباني عضو التحالف الكردستاني عن سبب حضورها للمعرض قائلة \" نحاول مرات ان نجد وسائل اخرى للتعبير غير السياسة .. فنلجأ الى الفن والثقافة فنجدها لا تخلو من السياسة .\"
وقال هزاع شريف القائم بالاعمال اللبناني بالوكالة في بغداد \" ان دل هذا المعرض على شيء فإنما يدل على عودة الروح الى هذه المدينة التي نتطلع جميعنا اليها والى حركتها على الصعيد الفني والثقافي … والمدينة التي لها باع طويل وتاريخ عريق على مر العصور .\"