أرامكو شركة وطنية عملاقة الافتخار بها واجب ولأنها متميزة يصبح حقا على كل واعي أن يشيد بأدائها، ولكن وبالرغم من دعمي الكامل لعامل الإشادة والتحفيز عند إجادة الأداء إلا أنني أصبحت أنظر إلى الطلبات المتكررة بتحويل كل مشروع متعثر لأرامكو على أنها انهزامية تصورها لنا عقولنا كما صورة مشروع إنشاء ملعب كروي وكأن أرامكو صنعت لنا القنبلة الذرية والسبب فقدان الندية.
مع كل الاحترام والتقدير للمجهود الكبير الذي قامت به أرامكو أجد أن المصيبة تكمن في أنه لا يوجد من لديه انضباط أرامكو في القطاعين العام والخاص، فالمقادير التي جعلت أرامكو منضبطة لا تتوفر حتى في الغالبية العظمى من الأفراد، فأرامكو لا تعترف بمصطلحات كثيرة نحن نعتمدها في حياتنا مثل(نجتمع بعد الظهر بدون تحديد وقت، أرد عليك بعد يومين، حسبت إنك عارف، افتكرت إن هذا المطلوب، أجئك بعد شوي ….ألخ).
طالما أننا نستخدم هذه المصطلحات ومنها كثير ونمارسها في البيت والعمل ومع الأصدقاء فسوف دائماً نشاهد الناجحين ونستغرب قدرتهم على التفوق ولا نسأل أنفسنا لماذا لا نصبح مثلهم أو أحسن منهم، هذا ما أزعجني في موضوع أرامكو وهو أننا نريدها أن تدير كل شيء لأننا لا نريد أن نغير سلوك التسيب في الوقت والتنظيم وبسببه يحدث الفشل، لدينا مشكلة مزمنة في عدم الاعتراف بالخطأ حتى مع النفس ولهذا يصعب التغيير فيعتبر طلب أرامكو أسهل.
طبعاً لتحقيق الانضباط الذي يجلب التفوق لا تكفي الدقة في تحديد الوقت والتأكد من الأمور بدل الاعتقاد، فهنالك عناصر أخرى تجدها مكتوبة في دليل الأنظمة والإجراءات ولكننا كغالبية نعرف أننا نكتبها بل قد نأتي بمكتب استشاري عالمي ليصيغها بأغلى الأثمان ونحن على يقين بأنها لن تطبق ويعود السبب لفقدان الرقابة التي لن تكون منتجة إذا لم يكن هنالك برنامج يتم مراجعة النتائج بناء عليه بميزان الكم والكيف وليس بميزان (مشي حالك) التي أصلها (مددقش).
نحن في حاجة إلى قرار يحظر التعيين للإدارة العليا والوسطى بدون برنامج يُراجع سنوياً لاستنباط الالتزام قبل أن تضيع الأيام وتدفن الحفريات ولا يعلم ما في باطنها غير المهندس الاستشاري الذي وقع بالقبول وتم ترحيله مع آخر مستخلص وعلى الدرجة الأولى، بعد هذا القرار نحتاج كم عادل فقيه على كم فواز الربيعة (مع حفظ الألقاب) وستجدون عندها أن في بيتنا أكثر من أرامكو واحدة.
• على فكرة الكل نسي أن يشيد بالمقاول المنضبط (المهيدب) الذي شيد الملعب؟! فهم شركة وطنية ويستحقون الإشادة لأنهم أيضاً منضبطون وشركاء أرامكو في هذا الظهور.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *