الأخيرة الأرشيف

رحلة البحر مع الدحلان..

ابراهيم المدني

لازالت في ذاكرتي
سعدت بالاستمتاع برحلة بحرية رافقت فيها نخبة من رجالات جدة وكبار مسؤوليها واستغرقت نحو ثلاث ساعات على ما اعتقد وكانت الرحلة قبل 17 عاماً تقريباً. وخلال الجولة البحرية اقتربت من قبطان اليخت وسألته عن مدى معرفته بالعمق فاشار بيده الى جهاز قريب، وقال هذا الجهاز يحدد لنا العمق الذي نسير او نقف عليه. واضاف نحن الآن على عمق 400 متر وبعد ان قطع اليخت مسافة لمدة ثلاث دقائق تبين ان العمق ازداد ليصل الى 700 متر. وكانت هذه المعلومة جديدة بالنسبة لي، فلم يسبق لي دخول المناطق العميقة في البحر وكنت اكتفي بجولات قصيرة على القوارب الصغيرة. المهم كررت الاستفسار عن عمق البحر الاحمر وكم يصل حسب خبرته وقيادته المستمرة للوسائط البحرية المتعددة. فاجابني وكان ضابطاً برتبة نقيب في قطاع حرس الحدود بالقول: اعماق البحر تتفاوت من موقع لآخر ففي البحر جبال كثيرة واحجامها مختلفة وما يهمنا بالدرجة الاولى ان يكون العمق مناسباً للواسطة البحرية فالسفن تقف وتسير في اعماق محددة واليخوث اقل منها والقوارب اقل ايضا واستطرد الضابط في حديثه قائلاً: في البحر الاحمر لاحظت ان الاعماق تصل الى 1000 متر واكثر بينما يصل العمق في بعض المحيطات الى 000ر15 الف متر وهذه طبعاً اعماق لا يمكن للانسان الوصول اليها باي وسيلة كانت حتى الآن ولم يصل المختصون الى وسائل تمكنهم من الوصول الى هذه الاعماق. انتهى حديث الضابط واتجهت الى ركن آخر مع زملائي في الصحف الاخرى واذكر منهم الزميل نضال قحطان “عكاظ” وبدأت في سرد المعلومات التي سمعتها من الضابط عن البحر واعماقه واستدرت نحو البحر اطالع عظمة الخالق ومساعدته للانسان في استخدام البحر وفق الامكانات التي وهبها الله وعجز الانسان عن تجاوز امكاناته للوصول الى اعماق البحر. تذكر هذه الرحلة وحديث الضابط عن اعماق البحر بعد ان تابعت جهود عدة دول تبحث عن طائرة فقدت في البحر ولم يتمكنوا حتى من مشاهدتها نظراً للعمق الطويل الذي سقطت فيه الطائرة وستبقى في مكانها الى ان تقوم الساعة فالانسان لم يستطع حتى الآن توفير الوسائل التي تساعده على الوصول للاعماق التي تزيد على 1000 متر حسب ما سمعنا. فيما يؤكد مهتمون بالبحر ان حالات فقدان السفن وقوارب في البحر من سنوات طويلة لم يعثر على بعضها على الاطلاق ربما لسقوطها في اعماق سحيقة حالت دون الوصول اليها. نسأل الله ان يحمينا من غدر البحر ويرزقنا خيراته.. والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *