الأرشيف ثقافة

حكايات المدن .. ترويها ( فريدة فارسي) في فضاء الصالون الثقافي بجدة

إعداد: بخيت طالع الزهراني

نثرت فريدة محمد علي فارسي حكايات المدن من مكة ام القرى الى القاهرة الى باريس وغيرها , في حديث ممتع عن حكايات المدن , وذلل في لقاء الصالون الثقافي بنادي جدة الأدبي .

وبدأت حديثها بمقولة عبد الرحمن المنيف ( هناك مدن نسكنها – ومدن تسكننا ) لتسترسل في استعادتها حكايات المدن وحكايتها معها ولأن المدن تولد وتنمو أحيانا تشيخ لكنها لا تموت أبدا، وبدأت بالمدينة الأولى التي اختارها رب العالمين مكة المكرمة ( أم القرى ) وأوضحت أنها مدينة عرفت التحضر منذ الأزل وسكن أهلها المنازل ولم يسكنوا الخيام الا في الحج، وهي أول مكان في العالم الذي عرف التمدن في كل انحاء الأرض وعرف معنى الوظائف نظرا لتميزها بالحج، ومكة هي عاصمة الحجاز ثم عاصمة السعودية إلى وفاة الملك عبد العزيز رحمة الله عليه.
أول حكاية من مكة هي حكاية هاشم جد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث عقد اتفاقيات مع كل القبائل التي تمر على قريش بعدم الاعتداء على قوافل قريش في المقابل اعطاءهم ما يحتاجونه من المواد الغذائية التي تأتي بها القوافل التجارية التابعة لقريش.
بعد القرن الأول الاسلامي تحولت مكة الى سبيكة من مختلف دول العالم وتحول المجتمع المكي الى خليط من ثقافات عدة كونت الثقافة المكية، وتطرقت الى بعض مظاهر الحضارة المكية التي كان لها السبق في تعريف الأمم بالوقف حيث كان الوقف حتى للخيول ومعالجة الجمال وكان هناك وقف ( الزبدية ) وهو لمساعدة الصبيان من العبيد الذين تسقط من أيديهم ( زبدية اللبن ) في طريقهم الى المنزل وتكسر لتعويضه أخرى تصد عنه غضب سيده، وكان في مكة المشيخة لحماية المهن التي تمثل النقابات في المتحضر.
ثم تحدثت عن القاهرة درة عقد مصر الهانم التي لا تذبل، واختارت العديد من الحكايات من مدينة القاهرة حكاية جوهر الصقلي، الأزهر الذي بناه الفاطميون ليتم تشييع المصريين لكنه تحول الى منارة للوسطية ، تحدثت عن الفنون وأدب نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس ويوسف السباعي، وصالون مي زيادة وعباس العقاد، ثم تحدثت عن بيروت المدينة المثقفة، أهل بيروت فرقتهم الديانات والأحزاب وجمعتهم الثقافة، وتحدثت عن المبادرات التي تظهر في المجتمعات نتيجة الوعي وتجدد حياة المجتمع مثل مبادرة ( الندوة اللبنانية ) والثلاثي الرحباني
ثم تحدثت عن باريس وحضورها احتفال باريس بالحصول على كأس العالم عام 1988م وعرفت أن الحضارة تكمن في سلوك البشر، وختمت بقرطبة الابنة التي أخذت من دمشق الكثير من صفاتها الشوارع وأشجار الياسمين والبرتقال ومصنع السيوف الذي أنشأه العرب ولا تميز اللقاء بالحضور الكبير والمتنوع والمداخلات العديدة التي اثرت اللقاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *