جدة- البلاد
فطن الشيخ عبدالرحمن فقيه منذ وقت مبكر إلى أهمية السياحة وضرورة توفير مقوماتها وتطوير صناعتها داخل المملكة وفي الحلقة الثامنة يسرد علينا الشيخ فقيه أسباب تفرغه للتطوير العمراني وتفضيله للاستثمار في وطنه وفي خاطره دعم ولاة الأمر لكل ما يحقق أفضل خدمة للمواطن والمقيم سواء كان ذلك من القطاع الحكومي أو الخاص. ومع اهتمامه بالبحث العلمي شرع في تطبيق وتنفيذ جملة من المشروعات السياحية التي لاقت نجاحاً باهراً وأصبحت من المعالم البارزة في بلادنا..
السياحة خدمة وطنية:
أخذ التطوير العمراني والذي خضت غماره في العقدين الماضيين جهداً كبيراً شغلني في أحايين كثيرة عن العمل الأساسي الذي بدأته قبل ستين عاماً، وأصبح مع مرور الأيام صناعة حازت على اعتراف دولي بصدور أربع شهادات من (الأيزو) تعكس ما وصلت اليه (مزارع فقيه للدواجن) من تطور جعلها وبحمد الله وبدعم حكومتنا الرشيدة وجهد فريق العمل من الشباب السعودي من المزارع العالمية الأولى في تكامل عناصر الإنتاج فيها. حيث تبدأ من تربية الصوص وإنتاجه مروراً بإنتاج سلالات من الطيور كالجدود والأمهات والبياض واللاحم، وهناك الأعلاف النباتية التي وفقنا الله إلى تصنيعها في المملكة بمواصفات صحية وغذائية نتميز بها في تغذية الدواجن وصناعة العلف والذي نستورد مكوناته وهي الذرة والصويا من الخارج بالإضافة إلى بعض المعادن والفيتامينات النباتية، حيث يقوم مصنع العلف بإنتاج خلطة غذائية متكاملة تضمن الطعم الجيد للحوم الدواجن التي تنتجها (مزارع فقيه) وتجعلنا مطمئنين إلى سلامة غذاء الدواجن وبالتالي سلامة الغذاء الذي تنتجه مزارع فقيه على نحو ما شهدت به (الأيزو) ضمن إحدى شهاداتها الأربع التي منحت لمزارعنا.
نجاح إدارة المزارع فرغني للتطوير العمراني:
لقد كفاني الأبناء,حفظهم الله, مع زملائهم من أبنائي العاملين في المزارع من إداريين وفنيين مهمة المتابعة اللصيقة لمجريات العمل في المزارع، وللحق فقد كانت بصماتهم جميعاً واضحة فيما تحقق لمزارع فقيه من تطور، مما أعطاني وقتاً كبيراً للتفرغ للتطوير العمراني وخصوصاً في مشروع تطوير جبل عمر بعد أن أصبح مشروع شركة مكة للإنشاء والتطوير حقيقة ماثلة للعيان منذ عشرين عاماً تشهد بنتائج التطوير العمراني للعشوائيات في أقدس بقعة على وجه الأرض.
عرض استثماري بمصر:
كنت بين الوقت والآخر أحزم حقائبي للسفر خارج المملكة لحضور إجتماع هنا وآخر هناك لمتابعة دراسات وتصاميم جبل عمر وقبلها مشروع شركة مكة، وفي إحدى المرات وأنا أتحدث مع أحد الأصدقاء في ردهة فندق في القاهرة عن التطوير العقاري وأهميته ساقنا الحديث إلى الاستثمار السياحي. كان صديقي يحمل دراسة لمشروع سياحي كبير على الشاطئ الغربي لمصر الشقيقة وطلب مني الاشتراك معه لأنه مشروع مربح اقتصادياً وله مردود جيد وسريع خصوصاً وأن هناك هجمة شرائية في الساحل الشمالي بمصر. لم أشأ أن أصدم حماسه لأني أؤمن في قرارة نفسي بأن بلدي أحق بجهدي واستثماراتي من غيرها من البلدان، خصوصاً وأن فكرة الدخول إلى الاستثمار السياحي قد بدأت تلح على بعد أن وجدت اهتماماً كبيراً من دولتنا في هذا المجال توج بإنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي ترأس مجلس إدارتها وعاصر بدايات نشاطها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران,يرحمه الله.
جدة مدينة جاذبة سياحياً:
كانت جدة، وهي المدينة الجاذبة للسياحة المحلية بشواطئها ومرافقها، تلفت نظري كلما تجولت في أرجائها بحكم ترددي الدائم عليها وإقامتي لأيام فيها لزيارة أو اجتماع أو حضور مناسبة. وكنت دائماً أقارنها مع مثيلاتها في الخارج من المدن الساحلية وما تحتضنه من مرافق سياحية وما هو متوفر فيها. تساءلت لماذا لا يكون في جدة متحف بحري (إكواريوم ِAquarium) وهي مهيأة لذلك فمثل هذا المتحف البحري أو ما يسمى (عالم تحت الماء) موجود في المدن الساحلية العالمية وهو مرفق سياحي وترفيهي وتعليمي في نفس الوقت؟ ولماذا لا يكون في جدة مدينة ملاهي نموذجية ومطاعم عالية الجودة ومنتزهات ترتبط بطبيعة هذه المدينة الساحلية وتستفيد من موقعها البحري في إظهار جمالها وتقدم لساكنيها وضيوفها من داخل المملكة وخارجها خدمة ترفيهية كمثيلاتها من المدن الساحلية العالمية؟.
التفكير في مركز بحثي لدراسة المشاريع:
لقد كنت في كل مرة أزور فيها بلداً أجنبياً وأشاهد فيها معلماً سياحياً تراودني فكرة بناء مثيل له في وطني. ولأنني أؤمن بالتفكير العلمي والدراسة العلمية لأي فكرة وأؤمن أيضاً بأن بلادنا بقيادة ولاة الأمر يدعمون كل عمل من شأنه تحقيق الخدمة للمواطن والمقيم سواء كان من الأجهزة الحكومية أو الخاصة وحتى ولو واجه المستثمر أية عقبات روتينية فان ولاة الأمر يذللونها له طالما أنها تضيف إلى تطور البلاد ورفاهية وخدمة أبنائه والمقيمين على أرضه، فقد فكرت في تأسيس مركز بحثي لدراسة الأفكار والمشاريع.
مكتب (المشاريع المستحدثة):
من هذا المنطلق أنشأنا (مكتب المشاريع المستحدثة) في أحد الأدوار الذي استأجرناه في مبنى الغرفة التجارية بجدة لدراسة أفكار مشاريع سياحية تحمل نفس التوجه الذي سرت عليه منذ أن بدأت العمل في دكان الوالد,يرحمه الله, عندما كنت في السابعة عشرة من عمري.
هذا التوجه الذي ينحصر في أن نقدم جديداً في عملنا لا ننافس فيه غيرنا ولا نكرر ما قاموا به في مجال تجاربتهم أو استثمارهم، فمن شأن ذلك ايجاد مجالات جديدة تحقق الإضافة إلى التنمية في بلادنا وتحقق أيضاً توفير خدمة ومنتج جديدين للمجتمع. فما الذي تستفيده البلاد – على سبيل المثال لا الحصر – من إنشاء مصنع للصابون إذا كانت هناك عشرات المصانع التي تنتجه؟
كان (مكتب المشاريع المستحدثة) هو نواة لـ (مجموعة فقيه للمشاريع السياحية) والتي تتولى الآن تشغيل كل المرافق السياحية التي بدأت في تقديم خدماتها لساكني جدة وزوارها من مناطق المملكة.
أولى المشاريع..قبة سماوية:
كانت أولى الأفكار التي بدأنا في دراستها هي إنشاء (قبة سماوية Planetarium) ومرصد فلكي عبارة عن تلسكوب حيث يشاهد منه الزائر النجوم والمجرات على الطبيعة، وتكون معلماً لمدينة جدة، وتجمع بين الترفيه والتعليم. وهي باختصار قبة ضخمة على شكل نصف دائرة تمثل رؤية ذات أبعاد ثلاثية للفضاء والنجوم والكواكب وحركتها فلكياً وسط أجواء من المرح الممزوج بالتثقيف، وفي محيط يجعل منها مقصداً سياحياً مميزاً.
وهي بالإضافة إلى ذلك مكان للدراسات الفلكية يكون مقصداً للباحثين، وقد بدأنا فعلياً في إجراء عدد كبير من الدراسات التي استحضرنا فيها نماذج عالمية واستقدمنا لها خبراء متخصصين في بناء مثل هذه القبة.
مصلحة شخصية تعطل مصالح المجتمع:
غير أننا اصطدمنا بالمساحة المحدودة والتي لا تفي بقيام القبة السماوية على نحو ما هو موجود في عدة دول، بالإضافة إلى عوائق أخرى وضعها ملاك العقارات من سكان العمائر الذين تغلبت لديهم المصلحة الخاصة على العامة. فقد يثور ساكن شقة تقع في الدور الأول من عمارة مطلة على البحر لأن مشروعاً سياحياً أقيم على الشاطئ وحجب عنه رؤية البحر، ويدخل في دوامة شكاوى لا حصر لها فيتوقف مشروع كان سيخدم مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين. ويتوقف المشروع من أجل ثلاثة أو أربعة أو حتى عشرة أشخاص تضمهم تلك الشقة، والتي أجزم بأن استمتاعهم بالبحر ورؤيته لا تقارن بمن يأتي مرة في العمر أو حتى في كل شهر لرؤية البحر.
قررنا وأد المشروع لتحاشي الاشكالات:
المهم أننا كمجموعة لم نشأ أن ندخل في دوامة الأخذ والرد فهدفنا تقديم خدمة للجميع وإذا لم تتوفر مقومات تلك الخدمة ومنها العمل في مناخ جيد تحوط به إهتمامات المجتمع دون وجود أي معوقات فلا داعي (لوجع الدماغ) وعليه توقفنا عن المضي في مشروع القبة السماوية والذي كنا نهدف منه تقديم خدمة يحتاجها الساكن والزائر لمدينة جدة، بالإضافة إلى أن مثل هذه المشاريع تخدم الأغراض التعليمية والبحثية في المدارس والجامعات.
متحف بحري (أكوريوم):
لذلك توجهنا بتفكيرنا إلى دراسة إنشاء متحف بحري وهو في تكلفته وأقسامه وتسخيره للخدمة السياحية لا يقل عن (القبة السماوية) ووجدنا أن السائح يبحث عن مثل هذا المتحف (إكواريوم ِAquarium) والذي يضم أقساماً كثيرة تحقق عنصر الترفيه والتعليم وقضاء الوقت في متعة بريئة لكل الفئات العمرية ويعتبر بحسب ما توصلنا إليه من دراسات مسحية مطلباً سياحياً وإضافة جديدة لعناصر الجذب السياحي الذي تتمتع به مدينة جدة التي قال شاعرها حمزة شحاته متغزلاً فيها:
النهى بين شاطئيك غريقُ
والهوى فيك حالمٌ ما يفيق
ورؤى الحبِّ في رحابك شتَّى
يستفز الأسير منها الطليق
تحولنا من السماء إلى البحر:
تحول توجهنا من السماء وأبراجها وكواكبها وأفلاكها إلى البحر وأسراره وعجائب مخلوقاته، فعملنا على التخطيط والتنفيذ لبناء متحف بحري على شاطئ البحر الأحمر، وحصلنا على مساحة تقع عند نهاية تقاطع طريقي صاري والكورنيش، وبدأنا العمل تحت مظلة المبدأ الذي سرنا عليه في كل أعمالنا: لقد كان هدفنا عندما فكرنا في القبة السماوية أو فيما ننفذه من مشروعات أن نضيف جديداً ولا نكرر موجوداً، وأعتقد ان متحف جدة البحري، والذي افتتحه الأمير خالد الفيصل عام 1434هـ – 2013م يستوعب حوالى (12000) اثني عشر ألف زائر على مدار ساعات عمله، قد أضاف جانباً جمالياً على كورنيش عروس البحر الأحمر، من خلال مكوناته التي تضم المتحف المائي المحتوي على قرابة ستة آلاف نوع من الأحياء المائية من بحار الدنيا السبعة. ويتكون من مجموعة مرافق وصالات تعكس جمال البيئة المائية ضمن نسيج متكامل من تقنيات عرض الأفلام والمجسمات، كما يعكس مدخل المتحف عناصر للبيئة المائية في قاع البحر من خلال المشاهد المعروضة على شاشات عرض ذات تقنية عالية.
ويضم المتحف قاعة تعرض لوحة من أشجار المنجروف التي تنمو على شواطئ البحر الأحمر كما تعرض مجموعة من الأحواض المائية التي تحتوي على الأسماك والكائنات البحرية.
صالات أفلام ترفيهية تعليمية:
وفي الطابق الأول للقاعة صالات تعرض فيها مجموعة من الأفلام الترفيهية والتعليمية والتي تطل على حوض أسماك القرش، وتحتوي القاعة المرجانية على قاعة ترفيهية للأطفال تضم أجهزة لأفلام تثقيفية عن مختلف أنواع الأسماك، كما يحوي المتحف قاعة متعددة الاستخدامات تتميز بإمكانات عالية لعقد المؤتمرات والندوات ولعرض الأفلام الترفيهية، وتطل على حوض أسماك القرش.
أشكال مرجانية وأحواض مائية ونفق زجاجي:
ويضم المتحف في أحد أقسامه مجموعة متنوعة من الأشكال المرجانية محاطة بالعديد من الأحواض المائية التي تحوي مختلف أنواع الأحياء المائية تسير في تدرج بشكل منحدر يشعر الزائر معها بإيحاء الغوص في أعماق البحر. ويزداد هذا الإحساس كلما يبدأ المرء بالدخول في نفق زجاجي مخترقاً المياه بشكل يتيح له إمكانية مشاهدة الأسماك في مختلف الاتجاهات، ليصل الزائر في نهاية النفق إلى غرفة قاع البحر، حيث تستقر مجسمات السفن والقوارب المحطمة متناثرة الأجزاء ضمن بيئة بحرية طبيعية.
عروض مائية واستعراض دلافين:
ولتحقيق المتعة للزائرين هناك حوض للعروض المائية بمساحة تقدر بثمانمئة متر مربع ويتسع لأربعمائة وسبعين متفرجاً ويقدم استعراضات للدلافين وأسود البحر وغيرها من الكائنات البحرية، بالإضافة إلى منطقة الحوض المفتوح التي تتيح للزائرين التفاعل مع الأحياء البحرية عن قرب والتعرف بشكل مباشر على الكثير من طبيعتها ومميزاتها.
التكلفة العالية غير مبررة اقتصادياً:
لقد اسهبت في الحديث عن المتحف البحري لجدة لأنني عشت مكوناته بكل تفاصيلها وطفت من أجل ذلك على عدد كبير من المتاحف المماثلة في عدد من الدول باحثاً عن أفضل ما تقدمه وفي نفس الوقت كنت أثناء تجوالي أطمح لأن يحتوي متحف جدة البحري على أفضل وأحدث ما هو موجود في كل متحف عالمي حتى وإن كلفنا ذلك الكثير.
وأذكر في هذا السياق أن أحد المستشارين الفرنسيين الذي عمل معنا أثناء إنشاء المتحف قال لي بأن تحقيق ما نريده وعلى النحو الذي نخطط له سيكلف كثيراً وعندها يخرج مشروع المتحف عن نطاق الميزانية المحددة له ولن نستعيد ما سنصرفه إلا بعد عشرات السنين.
وقال لي بالحرف الواحد: “استغرب أنك تاجر وتفكر بشكل غير تجاري”، وقد كان يقصد أننا سنضع لإنشاء المتحف مبالغ تتعدى التكلفة الحقيقية التي يحتاجها مثل هذا المشروع، ونظراً لأن متطلبات التنفيذ لدينا عالية جداً ستزداد وتصبح بذلك فترة استعادة رأس المال المدفوع طويلة جداً، وقد تنتهي فترة استثمار موقع المتحف دون أن تتحقق الفائدة الاقتصادية للمستثمر وقد يفضي الاستثمار إلى خسارة.. أجبته بأنني أعي تماماً ما أفعل وما أقوم به، فأنا أعمل لبلدي كما أعمل لنفسي ولا أنظر إلى الربح السريع بقدر ما أنظر إلى أن يكون ما أقدمه لبلدي عملاً متقناً ومميزاً يكون لنا وللأجيال القادمة من بعدنا حتى وإن كان استثماراً اقتصادياً. وأعرف أنني تاجر يبحث عن الربح في تجارته، لكنني في نفس الوقت مقتنع بأن لا خسارة لأي استثمار واع في الوطن الذي له حق وواجب علينا.
ملاهي (تيفولي) في الدنمارك:
قبل أربعين عاماً في رحلة استجمام مع عائلتي وأطفالي في ربوع أوروبا،كان ضمن جدول الرحلة زيارة لمدينة كوبنهاجن في الدنمارك.وقد زرت مع أسرتي الملاهي المشهورة فيه (تيفولي) وهي عبارة عن حديقة تعج بآلاف الزوار، ويبهرك روعتها وتخطيطها واستعراضاتها لكافة الألعاب التي يستمتع بها الأطفال من مراجيح إلى تسابق السيارات الصغيرة التي تدار بالكهرباء، إلى ألعاب تدار في خطوط دائرية على خيول صغيرة صناعية يركبها الأطفال وتدور بهم، ويستمتعون بها في فرح ومرح منقطع النظير، وغير ذلك من الألعاب المسلية التي عرفت أسماء بعضها ولا أعرف أسماء بقيتها. لفت نظري الاستعداد الرائع لرعاية هؤلاء الصغار بما ينعكس بالفرح والسرور عليهم وعلى آبائهم وأمهاتهم.
تمنيت في ذلك الوقت متحسراً أن يكون في بلادنا مثل هذه الرعاية الكريمة التي تجلب الفرح والسرور لنا ولأطفالنا وقد سكنت هذه الأمنية في وجداني منذ ذلك الوقت فما أن حانت الفرصة لتوفر الإمكانات حتى بدأت أخطط لإنشاء مدينة ملاهي ليست في حجم التيفولي طبعاً، ولكن شبيهة بها وقد تضمنت جميع الألعاب الرئيسية التي أعجبت بها هناك.
مدينة الشلال الترفيهية في جدة:
توجهت لتحقيق تلك الأمنية إلى كورنيش جدة، منطقة الجذب السياحي لزوار المدينة وسكانها. ووجدت أن هذا الكورنيش يحتاج إلى تنوع منشآته السياحية بايجاد مثل تلك الملاهي. وقد وجدنا مساحة على كورنيش جدة مشغولة بمطعم ومقهى يسمى (الحديقة الكورية)، وقد توقفت الحديقة عن العمل لأسباب لا أعرفها وكان المكان معروضاً لمستثمر جديد.
وجدنا في ذلك ما يحقق توجهنا في أن نقوم بعمل يليق بالمكان وبزواره من داخل وخارج جدة فكان أن فكرنا في إنشاء مدينة ترفيهية مصغرة حيث بدأنا في دراسات متعمقة شاركت فيها خبرات وشركات عالمية من فرنسا وايطاليا وهولندا. وقد تطلب هذا العمل منا أن نغير كل ما احتواه المكان تغييراً جذرياً لنضع مكانه (مدينة الشلال الترفيهية) والتي احتوت على مرافق عديدة من مطاعم ومقاهي ومحلات تجارية وملاعب متنوعة تقدم كل ما يطلبه مرتادو هذه المدينة الترفيهية والتي اصبحت مقصداً لحوالى مليون عائلة تزور (الشلال) بشكل سنوي بحسب ما يتم رصده من قبل إدارة الشلال.
استثمار بـ300 مليون تسترد خلال20 عاماً:
وأذكر في بداية التخطيط لإنشاء (الشلال) أن اقترح بعض الزملاء أن نقوم بتجديد الحديقة الكورية، وعمل بعض الإضافات عليها كالملاعب الصغيرة فقلت لهم وما الذي قدمناه للسائحين أو لسكان جدة إذا كنا سنقوم باستغلال المكان كمطعم ومقهى، فمثلها كثير سواء على كورنيش جدة أو في أحيائها وشوارعها الرئيسية. ولابد إن كنا سنخدم السياحة من خلال مجموعتنا السياحية أن نقدم جديداً، وعندها أثيرت الموازنة المطلوبة لإنشاء هذه المدينة الترفيهية حيث تتطلب بحسب تصورنا مبالغ قد تتعدى الثلاثمائة مليون ريال، ويتطلب استرداد هذا المبلغ عشرين عاماً تقريباً فقلت لممثلي الشركة الهولندية والإيطالية بأننا لا ننظر إلى الكسب السريع بقدر نظرتنا لتقديم خدمة لوطننا تليق بمستوى ما وصلت إليه بلادنا من تطور ورقي في شتى المجالات.
صالة تزلج بمواصفات أولمبية:
وبدأ العمل الذي استغرق قرابة أربع سنوات تم بعدها خروج مدينة الشلال إلى حيز الوجود بمكوناتها ومرافقها التي احتوت فيما احتوته على صالة للتزلج على الجليد تم فيها تطبيق المواصفات الأولمبية وهي صالة التزلج الأولى في المملكة والتي يمكن استغلالها في المسابقات العالمية هذا بالإضافة إلى بعض ألعاب الإثارة والتي تم تصنيعها في هولندا وفرنسا بمواصفات عالمية تحقق الأمن والسلامة.
ونحن عموماً نقوم سنوياً بمراجعة وسائل السلامة في الألعاب،بواسطة شركة ألمانية متخصصة (Tuv) تصدر شهادة معتمدة بتحقق وسائل السلامة هذا بالإضافة إلى تحقق جميع المتطلبات الخاصة بالدفاع المدني والذي يقوم بإجراء فحص مستمر لهذه الألعاب.
غابة استوائية مصغرة:
ولم نقف عند إنشاءات هذه المدينة الترفيهية بل قمنا بإنشاء مرافق أخرى مثل مواقف السيارات والتي تتسع لـ400 سيارة في وقت واحد وقمنا أيضاً بتطوير أجزاء أخرى في الشلال حيث أنشئت غابة استوائية مصغرة تحتوي على أماكن مكيفة للجلوس في الهواء الطلق للتغلب على حرارة الطقس في أشهر الصيف عن طريق نظام أعتقد بأننا أول من طبقه على مستوى المنشآت في مدينة جدة. ناهيك عن مطبخ مكشوف للمأكولات الصينية استقدمنا طباخيه من الصين حتى تتحقق للزائر كافة الأجواء الاستوائية التي تشبه في مكوناتها ما هو موجود في الشرق.
منتجع النورس:
أحياناً تلعب الصدفة دوراً كبيراً في تغيير مسار فكرة ما أو توجه معين من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال وبزاوية 180 درجة. طبعاً إرادة الله فوق كل شيء (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله). فقد كنت في زيارة لمدينة درة العروس بغية شراء مساحة أقيم عليها منزلاً يطل على البحر لأسرتي التي أكرمني الله سبحانه وتعالى بكبرها مما يدخل السعادة إلى نفسي كلما شاهدتها تنمو والله يقول في محكم كتابه (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً).
فرؤية أبنائي وأحفادي متعة لا تضاهيها متعة، والتحدث إليهم وسماع أحاديثهم ومداخلاتهم وأسئلتهم وفضولهم الطفولي، يدخل السرور إلى نفسي ويخرجني من دوامة الحياة ومتاعبها ومشكلاتهم، وتعقيداتها لأعيش لحظات سعيدة معهم إلى الدرجة التي أطلب وجودهم إلى جواري في أوقات عديدة حتى أخرج مما وضعتني فيه ظروف العمل باجتماعاتها التي لا تنتهي ومشاغلها التي لا تزول.
من درة العروس إلى الكورنيش!:
أوشكت أن أنهي إجراءات شرائي لقطعة أرض في درة العروس وطلبت بعض الوقت للتفكير فمن عادتي عدم التسرع في إتخاذ أي قرار، فما هو مكتوب لي أو علي سيقضي به الله لا محالة. وأنا أؤمن بما قاله سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في نصيحته لعبدالله بن عباس رضي الله عنه (.. وأعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن يخطئك).
ومع رغبتي في امتلاك مكان على البحر لقضاء بعض الوقت مع عائلتي، أخذتني لحظات من التفكير وأنا عائد إلى جدة تساءلت فيها مع نفسي عن درة العروس وبعدها عن مدينة جدة، وعن هؤلاء الذين يملكون مساكن فيها على اختلاف أحجامها، متى يرتادوها، وكيف تمر فترات على تلك المساكن وهي مقفلة. فلربما يبقى المالك لشهور طويلة وهو بعيد عنها. وماذا لو كانت منتجعاً للجميع تدار على مدار أيام وأسابيع العام؟
كل هذه الأسئلة دارت في خلدي حتى وصلت إلى جدة، لأتفقد مراحل إنشاء مطعم نموذجي على الكورنيش وهو مطعم (السقالة) الذي يقدم مأكولات بحرية وهو مقام على لسان يمتد وسط مياه خليج أبحر. ويمنح الشعور بموج البحر ومتعة شاطئه وما يحتفظ به البحر في داخله من حياة وتفاعل بين مخلوقاته.
وهو أحد المشاريع السياحية الذي بدأنا فيها وحاولنا أن يكون أنموذجاً فريداً للمطاعم البحرية بمظهرها الخارجي وبنائها الداخلي وما تقدمه من أصناف المأكولات.
مشروع (النورس) ولد بالصدفة!:
في هذه الجولة لفت نظري مشهد لم يتغير منذ أن بدأنا كمجموعة سياحية في تنفيذ مشاريعنا، ذلك المشهد هو وجود مشروع متعثر داخل البحر ضمن سور من الزنك يحيط به، فلا هو بالمشروع الذي نفذ ليستفيد منه الناس، ولا هي بالمساحة التي فتحت ليستمتع بها من يريد قضاء وقت على الشاطئ. ولم يكن معروفاً أيضاً ماذا كان يريد المتعهد أن يبني على البحر. وبعد سؤال وبحث عرفنا بأن أمانة جدة قد سحبت المشروع وبقي كما هو داخل ذلك السور فتقدمنا بمشروع بناء منتجع سياحي على أحدث المعايير الفندقية العالمية وبمواصفات تتفق مع وجود ذلك المنتجع داخل البحر.
نصحنا المهندسون بتخفيض النفقات:
وبعد أن فزنا في مزايدة رسمية بالحصول على تلك المساحة، بدأنا دراساتنا وتصميماتنا لإنشاء المنتجع البحري، وللتاريخ أقول بأن الكثير من المهندسين والإستشاريين العالميين قد نصحونا بإجراء دراسة اقتصادية متعمقة تتعلق بجدوى الاستثمار وما سيخصص له من مبالغ مالية رأس مالية لأنهم يرون بأن استعادة رأس المال على نحو ما طلبته من مواصفات تتعلق ببناء المنتجع ومكوناته وخدماته وبنيته التحتية مضافاً إلى ذلك ما يحتاجه المشروع من مرافق ستزيد حتماً من تكلفته الإجمالية التي ربما تبلغ أكثر من 300 ثلاثمائة مليون كتقدير أولي.
ولم تكن التكلفة رغم ارتفاعها عائقاً أمام ما سيقدمه المنتجع من خدمات لجمهور عريض من سكان جدة أو زوارها صيفاً أو شتاء.
لقد وفقنا الله سبحانه وتعالى للبدء في المشروع والذي أخذت تكلفته تزداد مع تقدم أعمال الإنشاءات والتأثيث وبناء المرافق الأخرى كمواقف السيارات وجسر يربط بين الشاطئ والمرافق السكنية التي يتكون منها المنتجع والذي يمر فوق قناة بحرية طويلة لابد من تحملها لأوزان السيارات والآليات الأخرى التي تستخدم للخدمات المتنوعة.
اعتراضات إعلامية على المشروع:
لكن هذا العمل الذي سيكون معلماً سياحياً فريداً لمدينة جدة لم يكن ليمر دون منغصات وعوائق أخذت عدة أشكال شاركت فيها الصحافة وكتابها وعدد لا بأس به من الشخصيات التي أخذت على عاتقها مهمة ايقاف المشروع، لأنه كما قالوا سيمنع الناس من الاستمتاع بالبحر. وهي حجج واهية لأن طبيعة المشروع تخالف إدعاءاتهم، ولن يكونوا أحرص على منفعة الناس من أمانة جدة التي أقرت المشروع بعد أن تأكدت من أنه إضافة لمتعة الاستفادة من الشاطئ وليس حاجزاً لتلك المتعة,حيث ظلت المساحة المتروكة من الشاطئ كما هي ولم تدخل أصلاً في مشروعنا وقد عملنا على زيادة متعة الناس بأن وفقنا الله لبناء مسجد ومواقف للسيارات لكل مرتادي الشاطئ.
ولي العهد يزور المشروع ويباركه:
لقد كانت تلك المعوقات كفيلة بأن نترك المشروع كما قال لي أحد الأبناء والذي كان يواجه معي وأحياناً قبلي ما يروجه القلة ممن لا يروق لهم قيام المشروع ليس لمصلحة عامة ولكن لأسباب شخصية أحياناً، وأسباب غير مفهومة لهم أحياناً أخرى. إذ المهم لديهم الخوض في كل شيء كحاطب الليل.
لقد وصلت تلك العقبات التي واجهناها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد. وكم كان رائعاً لحاكم عادل مثله أن يحضر بنفسه ليتحقق من تلك الشكاوى التي كان يتلقاها. ففي إحدى المساءات فوجئنا بحضوره لرؤية المشروع حيث اتضح له,حفظه الله, وعلى الطبيعة كيف أن مشروع المنتجع لن يحجب البحر عن مرتادي الشاطئ فبارك عملنا وقد كان ذلك بمثابة تشجيع لنا ودافع لنكون عند حسن ظنه في تقديم خدمة لجدة وسكانها وزوارها من داخل وخارج المملكة.
السياحة للجميع لا النخب فحسب!:
وبتوفيق الله الذي يعلم بسلامة نوايانا وأهدافنا اكتمل المشروع فانهالت علينا العروض لامتلاكه خلال فترة استثمار المشروع وبمبالغ كان يمكن أن نستعيد به ما صرفناه مع الربح الوفير. كما تلقينا عدداً كبيراً من العروض لاستئجار الشاليهات الفندقية لسنة وسنتين وثلاث، لكنني امتنعت عن ذلك لأن الهدف لم يكن الربح السريع وإنما تقديم خدمة يستفيد منها الجميع. فالمالك أو المستأجر ربما لا يستفيد من الشاليه إلا لمدة معينة خلال العام ويظل بقية العام مقفلاً إلى ملكية خاصة يحرم منها من يريد البقاء ليوم أو اثنين.
ولذلك قمنا بتسليمه إلى شركة فندقية عالمية لإدارته وبذلك عمت الفائدة فبدلاً من مائة مستفيد من منتجع النورس أصبح لدينا عشرات الآلاف من المستفيدين وعلى مدار العام وفصوله وهذا ما هدفنا إليه.
إن الاستثمار السياحي من وجهة نظري لا يجب أن ينحصر في مجموعة من الناس بل لابد أن يكون متاحاً للجميع حتى تتحقق الفائدة وتتحقق معه أهداف السياحة التي تعمل عليها الجهات المسؤولة.
قصة متحف الحرير:
تبدأ قصة إنشاء متحف الحرير حين سافرت إلى الصين برفقة أحد أحفادي لزيارة معرض اكسبو 2010م، والذي أقيم بشنغهاي لمدة ستة شهور ليعرض أجنحة لكافة الدول. وزيارة المعارض مهم جداً عندي للتعرف على الثقافات المختلفة وتوسيع المدارك والآفاق. وكنت زرت معرض أكسبو 1970م في اليابان قبل 40 عاماً، بصحبة صديقي بسام البسام، وتعلمت منه الكثير.
زيارة المعرض السعودي ومعرض الحرير:
في اليوم الأول للزيارة مررنا بالمعرض السعودي هناك والذي كان بخارجه صف طويل من المنتظرين وحظي بحضور كثيف، كما تجولنا في أجنحة عدة منها الجناح الصيني.
وفي اليوم التالي زرنا أحد الأسواق الشعبية في شنغهاي وعند مرورنا بأحد المعارض التي تبيع الحرير أشار المترجم لنا بالدخول إليه، حيث أنه من أكبر المعارض وأفضلها.
وسرعان ما أكتشفنا أن صالة الدخول لم تكن معرضاً للبيع فقط بل كانت صالة تعريفية بالحرير وصناعته وطريقته استخلاصه.
حصة مسلية في العلوم والأحياء:
كانت جولة ممتعة في تلك الصالة حيث رأينا نماذج من دود القز وأشجار التوت التي تتغذى عليها الدودة، وتصوير لدورة حياتها ثم محاكاة لطريقة استخلاص خيوط الحرير من شرانق دود القز لتنتهي بعرض عن استخدام الخيوط والشرانق لغزل الملابس أو عمل لحف النوم والتدفئة. وكان ذلك بالنسبة لنا حصة عملية لمادة العلوم والأحياء وتثقيفية ومسلية في نفس الوقت.
وبعد ذلك خرجنا من الصالة الأولى للصالة الثانية فإذا هي صالة لبيع المنتجات الحريرية من ملابس ومفارش ولحف وخلافه.
قرار بنقل الفكرة إلى جدة:
انتهت جولتنا وعدنا للفندق، وفور وصولنا قلت لحفيدي إن هذا المعرض مبدع وثقافي قبل أن يكون تجارياً، وفيه فائدة ثقافية وتعليمية، وطلبت منه أن يعود إليه في اليوم التالي لدراسة تنفيذ معرض مشابه له بالمملكة ضمن ملاهي الشلال الترفيهية في جدة، وهو ما يتوافق مع فكرة التعليم بالترفيه التي تبنتها مجموعة فقيه في مشاريعها السياحية بجدة.
طريق الحرير التاريخي:
بالفعل عرضنا عليهم فكرة أن نقوم بتنفيذ معرض وصالة منتجات بجدة، فرحبوا بالفكرة وبدأت خطوات الاتفاق وتم تنفيذها مع مراعاة أن يضاف عن المعرض النبذة التاريخية عن صناعة الحرير وطريق الحرير والذي كان الطريق القديم لتعارف الحضارات وتبادل المنافع والثقافات بين الصين وبقية دول آسيا، مروراً بالشرق الأوسط، ووصولاً عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، وهو طريق بقي براً واستمر آلاف السنين، ثم أضاف خطوطاً بحرية قبل خمسمائة عام تمر بموانئ الجزيرة العربية، من عدن إلى جدة، حتى ينتهي المسار البحري (قبل حفرة قناة السويس) في سيناء، وتنتقل منها إلى القوافل البرية التي تحمله إلى موانئ الشام، ومنها إلى إيطاليا وغيرها من الموانئ الأوروبية.
وخلال السنوات الاخيرة بدأت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسكو) تنفيذ برنامج بحوث جديدة لطريق الحرير وتسمى طريق الحرير (طريق الحوار لدفع الحوار والتبادل بين الشرق والغرب).
شروط صعبة ولكن مهمة:
حرصت أيضاً على طلب إضافة نماذج حية للمعدات الأصلية التي كانت تستخدم في الغزل والنسيج والتطريز وشددت على وجود دود قز حي يتم تكاثره وتغذيته بالمعرض.
ورغم أن هذه الشروط صعبت المهمة إلا أنها أثرت المعرض بشكل فاق ما رأيناه في شنغهاي. ولضمان استمرار النجاح، حرصت أن تقوم الشركة الصينية بإدارة المعرض والقيام بعملية الشرح والتعليم لضمان الجودة والإتقان، رغم أن ذلك يرفع من المصاريف والأعباء على المشروع.
ولم نغفل نقطة التدريب حيث ركزنا على تعيين كادر من الشباب السعوديين ليتدربوا على يد الفريق الصيني حتى يكون لهم القدرة على تشغيل وإدارة المشروع. والحمدلله تم تشغيل المعرض والمتحف وخرج بصورة مشرفة ليقوم بهدفه المحدد لتعليم وتثقيف الأطفال بطريقة ترفيهية ومسلية. وأذكر هنا ما قاله لنا مدير الشركة الصينية مداعباً، أنه سعيد بهذا المشروع الذي أعاد فتح طريق الحرير التاريخي مرة أخرى!
جزيرة الشراع:
صممت جزيرة الشراع على كورنيش جدة لتوفر جواً عائلياً جميلاً، حيث الإطلالة الجميلة على البحر الأحمر، وخدمات الترفيه والوجبات البحرية والعربية الشهية وألعاب الأطفال والجلسات العائلية على البحر، ليحس الإنسان الصغير والكبير والرجل والعائلة بمتعة الجلوس على البحر في جو هادئ ومريح، في إجازة من روتين الحياة ورتمها الممل، ومن المشاغل والهموم. والهدف من هذا المشروع هو نفس الهدف من وراء مشاريعنا السياحية: توفير خدمات راقية تماثل تلك التي قد تسافر الأسرة السعودية للبحث عنها في الخارج. ولما لا وبلادنا ولله الحمد تتوفر بها ما قد يزيد عما يتوفر لغيرنا من الطبيعة الخلابة، فلدينا أجمل البحار والشواطئ والمناطق الطبيعية البرية والجبلية التي لو توفرت بها الخدمات المناسبة لأغنى المواطن والمقيم عن الترحال في الإجازات بحثاً عنها في البلاد الأخرى.
وقد استعنت في هذا المشروع والمشاريع السياحية الأخرى بخبراء أمريكيين متخصصين في الجانب البيئي والجمالي، وأكدت عليهم بالتثبت من جانب مهم وهو الحفاظ على البيئة البحرية والبرية على السواء، وهكذا فقد خرج المشروع بهذا الشكل الذي يبدو من البحر وكأنه سفينة شراعية ومن البر بأشرعته المحيطة بالملاعب المائية للأطفال وحدائقه الداخلية وإطلالته الجميلة على البحر، ويتضمن المشروع مطعم الودعة، وهو على القوقعة البحرية.