الأرشيف البوح

مشاعر إلكترونية ..!

كثيرا مانقع تحت تأثير جرعة زائدة من المشاعر التي تردينا دهرا في خضم واقع شرس لا يخضع إلا لعادات وتقاليد ابتدعها عرف ساد وتفشى. .
لكن الإنسان. . الروح. . الكيان. .
لايهم مايحتاج وما ينقصه وما يريد ويبحث عنه. .
ويرمون الجيل والزمن والتكنولوجيا بسهام اللوم فالزمن تغير والجيل أصبح أكثر انفتاحا
والدنيا غدت لوجيا ” الدنيا لوجيا ”
مصطلح يعتبر عصارة فكر وثقافة معطيات حضارة عمياء تحلق بلا وعي ولا مسؤولية حتى أنها لم تعد تهتم بالمستخدم أو بالمُستقبِل وانطلقت تصارع لتأخذ مكانها في فضاء مزدحم بالعالمية والتطور ومواكبة الركب الميت لم تضع لنفسها هدف أو حد لتقف عنده أو حتى اعتبار لثقافة ووعي استخدام.. أرادت أن تجعل من الحياة والتواصل قضية أسهل ووقعنا في منحدر خطر ‘قضايانا باتت تناقش على جناح طائر أزرق ليغرد بها في سماوات عقول مجردة من العقلانية والمنطق تسيرها انفعالات غير مسؤولة وآراء غير مدروسة
همومنا وتفاصيل حياتنا تضج بها الشبكة العنكبوتية بشتى مجالاتها واليوم أصبحت صندوق نودع فيه صدقاتنا وزكاوات أرواحنا ونبكي على روح فلان وصدقة جارية للمرحوم
قد توفر الوقت والجهد وتصل إلى آفاق قد لا تبلغها طموحنا لكنها قضت على كثير من القيم الإنسانية والعلاقات ونكهة المناسبات أخذت منا أكثر مما أعطت..
أصبحت لسان حالنا وأصوات حناجرنا والرابط الذي تقوم عليه معظم العلاقات سواء أسرية أو اجتماعية وغيرها كثير..
فالطوفان قادم والأشرعة تهتكت وحتى الأعراف تبدلت
•••
أنا لست متعصبة لزمن أو فكرة لكنني مؤمنة بأن زيادة الشيء عن الحاجة قد تفتك بأمة. .هجرنا المصاحف وأصبحنا نقلبها على شاشات الهواتف وانتشرت الروابط بين متناول يديك وغدى لقمة سائغة لأنياب الدسائس فهذا محرف وذاك تطبيق يهودي.. وذاك برنامج خبيث ولاترد على المكالمة تلك لأن بها سحر.. وإليكم الخبر هذا ابن ضائع وتلكم صورته وآخر تلك خدعة لا تصدقوها..
وحملات مستغفرين ووحدوا شعاراتكم ليضج العالم الالكتروني بالتسبيح ولنرفع راية التوحيد لأن إحدى البرامج تملكه شركة ليست لمسلمين ونريدهم أن يعرفوا أن أمة محمد توحد الله
•••
إلى أين يا خير أمة.. أنت شريكة في تلك الدعاوى والجرائم فالله تعالى في علاه أكبر من أن نرد على مثل هذه الترهات..
فهو الباقي وحده بلا فناء ولن تمحو حقيقة وجوده سخافات عقول جوفاء..
نعم ألم تنشري كلامهم بغرض النصح والتحذير وهذا ما أرادوه انتشر وتفشى على أيدي المسلمين وفتيات وفتيان خير أمة عن طريق الجهل والتعصب اللاواعي ..
تعالي لنعود إلى عصور الإسلام الأولى وكلنا على يقين بموقف كفار قريش من الرسول سبّوه وهجوه وشتموه.. كانوا يحاربونه بأشعارهم وفي كل محافلهم لكن وبالرغم من الزخم الهائل الذي وصلنا من الأدب العربي من الجاهلية وحتى عصرنا الحالي هل قرأت ذات يوم بيتا شعريا يهجى فيه الرسول أو حتى شطر بيت أو كلمة لا..
أتعلمون لماذا لأن الصحابة والتابعين وأسلافهم لم يتداولوها ولم يخلفوها للأجيال من بعدهم كانوا يعرفون مكانة نبيهم ويدافعون عنه بإحياء سنته واتباع أوامره ونهجه القويم ولم يحتاجوا لأن ينشروا كلام غزاة الفكر ودعاة الضلال هم قالوا وكتبوا وتركوا لك عبء النشر ويعلمون بأن لديك في ذلك فن ومراس..
وهاشتاق # بيعة..
دولة عظيمة وأسوار منيعة وشريعة قويمة وكثير من المشاعر الوطنية.. أسرة بنت مجدها بسواعد رجال يعرف التاريخ وطأة سيوفهم في جنبات الثرى.. وتشهد لهم الأعداء قبل أولي القربى.. قرارات سليمة ومدروسة ورعية بيد مسؤول كفء.. فلم الخوف..؟؟
** بي سي خبر عاجل
تشتت أمة وضياع هوية في غفوة رقابة
•••
برودكاست صحوة. .
لا أحد يكره التغيير فالجمود سأم وبفطرته الإنسان يبحث عن كل جديد..
لكن نبحث عن التغيير للأفضل الذي يغذي العقول وينمي المجتمع والوعي لا يجعل منه دمية يحركها كيف أراد..
نتوق للثريا علما وعملا وطموحنا لا سقف له لكن للأسف يأخذ بإيدينا واقع غير مسؤول يدفعنا بلا روية وتمعن ونحن نلهث خلف الحضارة والتقدم والتكنولوجيا الواهية التي من شأنها أن تحول حياتنا إلى فوضى وتحرمنا من العقل الإنساني المتفتح المتزن بل تسيرنا برجعية تبث الوجس في دواخلنا وتشدنا للوراء..
نريد حضارة ونقلة ترتقي بنا لا ترقى على حساب كياننا…
فاطمة سرحان الزبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *