التسوية الفلسطينية الإسرائيلية

طلال محمد نور عطار

المقصود بالتسوية الفلسطينية – الإسرائيلية، التسوية التي تتزعمها وزارة الخارجية الامريكية في عهد (جون كيري) في ولاية الرئيس (أوباما) الثانية على قاعدة الدولتين الأولى: دولة فلسطينية، والأخرى: اسرائيلية في ظل حكومة ائتلافية، وطموح رئيس وزرائها (بنيامين نتنياهو) في تنفيذ مخططاته ودعواته التي اطلقها ابان حملت الانتخابية.
وفي خضم إعلان وزير الإسكان الذي ينتمي لكتلة اليمين في حكومة (نتنياهو) عن خطط لبناء (000ر10) عشرة آلاف وحدة سكنية في القدس الشرقية والسمتعمرات الواقعة في الضفة الغربية!
اعلن (نتنياهو) الموافقة على هذه الخطط لحل – ما اسماه – أزمة السكن!
وهناك توقعات أن ترتفع وتيرة العطاءات الاستيطانية تحت دعاوي توسيع المستعمرات القائمة التي تبرر عادة بحجة زيادة عدد (الشقق) المقامة على الأراضي المستولى عليها من اصحابها الأصليين من المواطنين العرب الفلسطينيين.
كما ان هناك غياب موضوع التسوية مع الفلسطينيين في برامج جميع الأحزاب الاسرائيلية المتنافسة على مقاعد الكنيست.
وغابت كلمة “التسوية” أو “السلام” أيضا عن برامج الاحزاب اليسارية واليمنية.
وهناك اليمين الاسرائيلي الذي صعد من دعوته إلى طرد الفلسطينيين العرب من مدنهم وقراهم التي تمسكوا بالبقاء فيها منذ عام 1948م (1368هـ) وتحملوا كافة أنواع الظلم والقهر والتعسف في أراضيهم.
ولم يعد يجرؤ أي حزب سياسي اسرائيلي على طرح موضوع التسوية مع الفلسطينيين على قاعدة الدولتين!
ولم تختلف نتائج استطلاع للرأي في فلسطين العربية المحتلة كثيرا من التوجهات الحزبية الاسرائيلية التي أجرته مطبوعة “اسرائيل اليوم” التي يطلق عليها بالعبرية (هجال همداش) لمعرفة اتجاهات اليهود الصهاينة في فلسطين العربية المحتلة التي نشرت في يوم الثلاثاء 9 يوليو (تموز) 2013م، فهناك اسرائيليون يريدون استئناف عملية المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بنسبة تصل إلى نسبة (9ر56%) في المائة.
وهناك من لا يؤمنون بامكانية التوصل إلى السلام بنفس النسبة تقريباً (4ر55%) في المائة.
كما ان هناك نسبة (3ر69%) في المائة منهم يعارضون القيام بمبادرات إنسانية تجاه الفلسطينيين كاطلاق سراج سجناء أو أسرى فلسطينيين معتقلين في سجون اسرائيلية أو تقديم تسهيلات نقلهم إلى اهاليهم.. وما اليها، وهي تشكل أعلى نسبة.
وان ما مجموعه نسبة (5ر90%) في المائة يعارضون – ما اسموه – التنازل عن اي جزء من القدس أو القبول بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين أو عودة أي أراضي عربية أو تفكيك المستعمرات المقامة فوق احياء القدس الشرقية،وعلى محيطها، وفي عموم الضفة الغربية والأراضي العربية المحتلة عام 1967م (1357هـ).
يشير هذا الاستطلاع إلى أن بعض الاسرائيليين يريدون إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، ولكن بنسبة ليست عالية، وهناك نسبة أكبر لن يسعوا إليها بجدية، ولن يلتزموا باستحقاقاتها، وهؤلاء صنعتهم قوى اليمين اليهودي ومعها قوى اليسار الصهيوني.
هل مؤشرات عزلة اسرائيل عالمياً، ونهاية وجودها على أرض فلسطين، وتآكلها داخلياً نتيجة الانقسامات والتناقضات سيجبرها على الرضوخ إلى إقامة دولة فلسطين؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *