«خطك وحش» لماذا؟!
[COLOR=blue]فريدة العبيدلي [/COLOR]
تلقيت إيميلًا من أختٍ فاضلةٍ استهلت مقدمته بعبارة أذهلتني، قالت فيها: أود أن أكتب لك ما يجول في خاطري، وأتمنى أن تقبليه بصدرٍ رحبٍ \”خطك وحش\” الحقيقة عبارة \”خطك وحش\” استوقفتني واستحوذت على مشاعري، فلم أواصل قراءة بقية الرسالة تسمرت عيناي فيها باستغراب، وشرد ذهني في أسبابها، لماذا استهلت رسالتها بها؟ ما السر وراء هذا الهجوم الشرس والعبارات القاسية ؟ بعد أن شرد ذهني قليلاً عاودت مواصلة قراءة بقية الرسالة علني أقف على الأسباب التي دفعتها لهذا الهجوم القاسي حزنت فعلاً بعد معرفتي أسباب \”خطك وحش\” وأنقلها لكم أعزائي القراء كما أرسلتها أختنا الفاضلة لتتخيلوا وقع أثرها في النفوس الغضة اليافعة \”خطك وحش\” عبارة أثارت طالبة في الصف الثاني الابتدائي ما دعاها إلى سؤال والدتها عن معناها.. لأن المعلمة الفاضلة ومربية الجيل الواعد تلفظت بها لإحدى الطالبات لربما تصورت المعلمة \”خطك وحش\” أنها تساعد الطالبة على تحسين خطها ودفعها للأمام ولكن في تصوري أن الطالبة اهتز بداخلها شيء لا تشعر به المعلمة وهو الثقة بالنفس وإحساس الإحراج والخجل أمام زميلاتها وأعتقد أنها لن تنسى هذه العبارة وسيبقى أثرها الكبير في نفسها ما سيؤثر في حياتها مستقبلاً إذا استطعنا اليوم أن نحمي أطفالنا من العنف الجسدي.. كيف سنحميهم من العنف النفسي والذي يبقى أثره أكثر من العنف الجسدي ولا ننسى أن وراء جميع الانحرافات التي نشكو منها في وقتنا هذا كلمة جارحة لم تفارق ذهن رجل أو امراة كانوا أطفالاً في يوم من الأيام رسالة واضحة أبلغ من أي كلام أو حديث حولها وعنونتها أختنا بعنوان بليغ وذي مغزى كبير \”عبارة صغيرة أثرها كبير\”فعلاً هي عبارة صغيرة ولكن أثرها في النفس كبير.أنشر هذه الرسالة دون تعليق لعل إخوتنا المعلمين الكرام يقرأونها ويدركون مدى الألم النفسي الذي تسببه مثل هذه العبارات القاسية في نفوس الأطفال، كم من طفل في مدارسنا جرحت شغاف قلبه ومسامعه هذه العبارة ؟ وكم من طفل أصبح يكره دخول المدرسة من جرائها ؟ وكم من طفل كره معلمه بأسبابها ؟ وكم من طفل يكره لحظات الكتابة بسبب أصداء رنينها في أذنيه ؟.
أترك الإجابة لمعلمينا الأفاضل ليقفوا وقفة صدق مع أنفسهم ويعاهدوا النفس على عدم استخدامها مع أي طفل مهما كانت الظروف أو الأسباب، ويستبدلوها في قاموس ألفاظهم المستخدم مع طلابهم بعبارات إيجابية تعزز عمليات التعلم وبناء ثقتهم بأنفسهم، ويعملوا على اتباع أساليب تربوية في حفز طلابهم وشحذ هممهم.
التصنيف: