[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن صالحة[/COLOR][/ALIGN]

لم يعد التعامل مع الاعلام ، باعتباره حلقة الوصل بين أفراد المجتمع وجماعاته ومؤسساته ، بحاجة الي التبرير ، وانما أصبح من الامور اليومية البديهية .وربما لا نبالغ بقولنا ان المجتمع الانساني سوف يتعرض للارتباك والفوضى في حال غياب الفعل الاعلامي أو وسائل الاعلام ، فلم تعد أهمية وظائف الاعلام وتأثيراته محل : القبول أو الجدل ،وإنما أصبح الاعلام ضرورة مجتمعية من أجل الاسهام في خلق بنيه اجتماعيه جديدة ، وأنماط سلوكيه حضارية ، وتنمية طموحات الافراد والجماعات وبالإضافة الي انه أصبح من أقوى العوامل التي تدفع الي التغيير الاجتماعي وتوجيه الرأي العام بحكم كونه الوسيلة الرئيسة الي حد ما ، لتبادل الآراء والمعلومات والافكار الجديدة ، لكن قد تجد في المقابل وسائل اعلام ليس الهدف منها تبادل الآراء والمعلومات والافكار بقدر ما تهدف الي التلاعب بعقول المجتمع أو الجمهور المستهدف لتحقيق أهداف معينة سواء كانت سياسية أو اقتصادية او غيرها من الاهداف الباطنية ،وحيث يزداد تأثير الوسيلة الاعلامية في المجتمع وتسطيع التلاعب بعقول الناس كلاما احتلت الوسيلة الاعلامية موقع قريب من عقول وقلوب الناس ، وقتها نستطيع أن ندرك ما هو تأثير هذا الإعلام؟ وعند النظر لواقع وسائل الاعلام تجد ان هناك عناصر تؤثر وبدرجة كبيرة في وسائل الاعلام ابرزها التمويل والملكية لوسائل الاعلام وبالتالي تصبح الوسيلة الاعلامية رهينة لقرار وتمويل رجل الاعمال او للقائمين علي هذه الوسيلة من أجل التسويق السياسي والاقتصادي للأفكار في المجتمع ولبث المعلومات المطلوبة.
عندما نتحدث عن دور الاعلام في المجتمع بشكل عام ودور الاعلام في توجيه الرأي العام بشكل خاص نجد ان وسائل الاعلام يقع عليها دور كبير في توجيه الرأي العام نحو مسلك او هدف معين وهذا يتطلب خطط اعلامية شاملة لان شرائح المجتمع غير متجانسة مما يتطلب وقتاً وجهودأ كبيرة فدور وسائل الإعلام أنها تقوم بدور التهيئة ثم دور الاستمرارية ورعاية الحدث أو أن تكون ضد هذا الحدث ثم مراعاة عملية التغيير وتهيئة الناس لتغيير المستقبل بعد ذلك.إن طبيعة وسائل الإعلام بحد ذاتها تقوم بدور التسويق، ولكن بدرجات متفاوتة ومتنوعة بين وسيلة اعلامية وأخرى فتقوم بتسويق الأفكار ، والتسويق السياسي ، والتسويق الاجتماعي ، وتسويق السلاح، وتسويق المنتجات، فكل ما سبق يعتبر أحدى أنواع وأشكال التسويق في وسائل الاعلام وأيضا تعتبر من القوي المؤثرة علي وسائل الاعلام ، لذلك نجد ان الوسيلة الاعلامية نجاحها أو فشلها مرتبط بمصدر تسويقها وأن استمراريتها مرتبطة بمصدر تمويلها ،حيث ان وسائل الإعلام جزء منها يقبع تحت سيطرة السلطة بشكل كبير وجزءٌ كبير منها تحت سيطرة رجال أعمال.
يقول باسكال بونيفاس مدير مركز الدراسات الجيوسياسية باريس: التلاعب بالمعلومات أمرٌ – معروفٌ و موجودٌ منذ زمنٍ طويل، وتطور الاهتمام بالرأي العام على المستوى الدولي جعل هذا التلاعب أكثر وضوحاً، وكلما كان لرأي الجمهور وزنٌ وتأثير في تحديد توجهات السياسة الخارجية، كلما صارت هناك حاجة ملحة للتلاعب في حد ذاته، من أجل تحقيق غاياتٍ سياسية، آليات التلاعب معروفة وهي إعطاء قدرٍ معين من الأخبار الصادقة والصحيحة لإخفاء القدر الأكبر المغلوط أو المزيف في محاولة لصناعة أمر ما، أي أن تقترن بعض المصداقية بكذبةٍ كبيرة.
ويمكن لوسائل الاعلام التأثير في الجمهور من خلال بث الوسائل الرسائل والمعلومات للمتلقي أنه يعيش في حالة مؤامرة كونية كما فعل البعض بأن جعل الناس يعيشون في مسلسل نظرية المؤامرة .
استخدام اللغة في حد ذاتها هي قضية محورية في علم الخطاب الإعلامي، هذا يكاد أن يكون علم مستقل، بمعنى أنني استطيع أن استخدم مصطلحاً في الوقت الذي استطيع أن استخدم له مصطلح بديل .
ولغة الاتهام والتخوين هي أكبر خطيئة يمكن أن يقع فيها الإعلام بأي بلد ، لأن الدور الأساسي للإعلام هو الحفاظ على التماسك المجتمعي وهذا دور أساسي وثابت في كل الدول من أجل الحفاظ على التماسك المجتمعي حيث نصت عليه كافة قوانين ودساتير العالم ومواثيق الاعلام والصحافة في كل بلد ، لكن هناك مؤسسات اعلامية تحاول شيطنة الآخر عبر تسميات وتوصيفات منبوذة وغريبة وقد تطلقها علي الاحداث أو علي الاشخاص أو المواقف ، من اجل النيل منها لتحقيق مكاسب رخيصة سواء كانت اعلامية او سياسية او اجتماعية …. وغيرها .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *