[COLOR=blue]علي محمد الحســــون[/COLOR]

•• من أصعب الأشياء على نفسي هو اضطراري لزيارة الطبيب فأنا بطبعي أكره المستشفيات والعيادات وعندما أجد لزاماً علي زيارة مستشفى فإن حالة من الاكتئاب تتملكني. فمنظر المرضى يشعرني – بالحزن – فالحياة على قصرها لا تتحمل لحظة مرض طارئ في حسباني.
يوم أمس ذهبت لطبيب العيون بعد تسويف طويل مني، فعند مدخل المستشفى المختص لمحت طفلة في حدود الثالثة من عمرها يدها معلقة في عنقها. عيناها مربوطتان بشاش ولفاف كان والداها يجلسان بجانبها في حالة إرباك قبل الدخول بها إلى الطبيب .. لمحت في عين والدها بريق دمع يكاد يطفر من عينيه وقبل أن اسأله عن ما أصابها قال لي بصوت هامس ولكنه حزين جداً ودون أن يرفع عينيه عن الأرض:
هذا جزاء من يعتمد على \”الخادمة\” في رعاية أبنائه. لقد تركناها معها فغفلت عنها فعبثت الطفلة بعود الثقاب بجانب أنبوب – الغاز – الذي كان مفتوحاً فالتهبت الأنبوبة اشتعالاً فلحقت النار بالطفلة وحرقت شعرها ورموش عينيها وخطفت بصرها وأصابت يدها كما ترى.
لم أعقب على ما قال فالرجل ليس في حاجة إلى مزيد من اللوم فالذي هو فيه كفاية.
وسوف تظل هذه المآسي قائمة طالما هناك عدم اهتمام بالأبناء والاتكال على هؤلاء – الغرباء – الذين اصبحوا هم من يرعى الأبناء ويقومون بشؤونهم الجانبية حيث أصبحت الأم غير مسؤولة عن رعاية أبنائها .. إنها تجربة مريرة وقاسية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *