نقاشات الشورى:\"وش\" يسمونها بالعربي؟

• عبدالرحمن آل فرحان

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] عبدالرحمن آل فرحان[/COLOR][/ALIGN]

وأنا في غمرة إصغائي لمداخلات بعض أساتذتي الصحفيين وكتاب الرأي ( لاحظوا قلت بعض ) أثناء حلقة النقاش التي دارت تحت قبة مجلس الشورى الأسبوع الفائت تذكرت الفنانة أحلام وهي تحاول إقناع المستمعين بعمق ثقافتها في اللغة الإنجليزية ، حيث تستبق كل كلمة إنجليزية تريد أن تتفوه بها بمقولة \” مدري وش يسمونها بالعربي \” ، ولا أدري هل الأخوة الصحافيين كانوا كذلك ؟؟؟ أي أن غايتهم إقناع الحاضرين وإبهارهم بما لديهم من كلمات أجنبية أم أن الأمر غدا من التلقائيات في خطابتنا ونقاشتنا حتى لو كان ذلك داخل مؤسسة وطنية عريقة كمجلس الشورى !!.هذا الأمر جعلني أتدثر رداء الصمت طيلة فترة الجلسة النقاشية تلك والتي بدأت من تمام الساعة العاشرة صباحاً وحتى ما يقارب الساعة الواحدة بعد الظهر مكتفياً بالإنصات لقادة العمل الصحفي .. وخاصة لـ (قوة الاستعراض ) بالمصطلحات الإنجليزية وكأنهم بالفعل لا يعلمون (وش يسمونها بالعربي) .
صدقوني .. لا أحاول تضخيم المسألة .. ولست ممن يضع العقدة في المنشار دائماً .. لكن أن تخترق هذه الظاهرة الخطابية أسوار مؤسساتنا الرسمية وعلى لسان مثقفينا ورواد الفكر والإعلام لدينا فلابد لنا من وقفة يشترك فيها الجميع تحت شعار (إلا مؤسساتنا)،أو على الأقل وقفة تضامن ومساندة لجهود الأمير خالد الفيصل على هذه الجبهة، إذ ما فتئ يؤكد في معظم المناسبات التي جمعته بالمثقفين والإعلاميين على ضرورة التقيد باللغة العربية في جميع الخطابات والنقاشات سواء في المؤتمرات أو الندوات أو من خلال وسائل الإعلام وهو خالد الفيصل !! الذي لا يتقن اللغة الإنجليزية وحسب .. بل ومعظم اللكنات واللهجات فيها ، لكن إيمانه العميق بمدى العلاقة الوثيقة بين اللغة والهوية جعله يستشعر أهمية الحفاظ عليهما معاً (اللغة والهوية) من خلال تعزيز مكانة العربية ليس فيما يخص المناسبات والخطابات والندوات فقط ؛ بل وحتى فيما يخص اللافتات واللوحات في الشوارع والمحلات .. من خلال حملته الإجبارية قبل ثلاثة أعوام تقريباً لتعريب أسماء جميع المنشآت التجارية في طول وعرض منطقة مكة المكرمة والتي كان لها بالغ الأثر في إيقاف موجة الاستلاب اللغوي الذي طال كل شيء ..حتى انفعالاتنا ومشاعرنا بتنا نكتبها بالإنجليزي.
كنت أتمنى من زملائي الصحفيين وكتاب الرأي وهم يتلون مداخلاتهم ذلك الصباح لو أنهم أدركوا حقاً أن السعودية لا تعد بلداً عربياً وحسب .. بل وتعد علاوة على ذلك العمق الاستراتيجي والتاريخي للهوية العربية ، فهي جزيرة العرب .. وهي موطن النبي العربي محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .. وهي مهبط القرآن العربي .. ومن أرضها انطلقت تلك الهوية اللغوية إلى شتى أنحاء المعمورة ، الأمر الذي يجعلها معنية بحماية اللغة العربية أكثر من أي بلد عربي آخر ، فاللغة العربية جزء من الذات الوطنية والفكرية لكل سعودي يتنفس على وجه الأرض،وحمايتها فرض عين على الجميع..أكرر ..حمايتها فرض عين على الجميع.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *