[COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR]

المنظومة الصحية تعتمد على الوقاية أكثر من العلاج المكلف والذي قد يصل متأخراً أو لن يصلح الضرر الذي حدث لصحة المجتمع، وعندما نكتشف أن هناك حالات مرضية تفشت بين الناس مثل السرطان والفشل الكلوي وتليف الكبد بوجه الخصوص يتحتم علينا وبكل بساطة أن نبحث عن المسببات الواضحة والمؤكدة والتي يتعامل معها أفراد المجتمع بشكل مباشر وبصفة يومية ونمنعها بقوة بصرف النظر عمن سوف يتضرر تجارياً لأن فعله إجرامي والمقابل صحة البشر وتخفيض انتشار هذه الأمراض القاتلة.
المصيبة أن أصغر طالب أحياء يعلم خطورة هذه الممارسات الضارة فما بالكم بالمتخصصين ومن تدفع الدولة لهم ميزانية ضخمة للقيام بأعمال الوقاية؟ سوف استعرض معكم فقط ثلاث من هذه الممارسات الخطيرة جداً والتي نشاهدها يومياً ولا نفعل شيئاً حيالها.
تفاعل العبوات البلاستيك عند تعرضها لدرجات حرارة عالية يؤثر في المادة المحفوظة بما في ذلك مياه الشرب التي تنقلها سيارات مكشوفة تحت أشعة الشمس ثم تسوقها منافذ البيع للناس بكل عللها وأبعادها المسرطنة ناهيك عن مأكولات ومشروبات ساخنة تباع في بلاستيك!!
الكبدي الوبائي من أكثر الأمراض شيوعاً وأغلب حالات الانتقال فيه تكون بواسطة تلوث المأكولات والمشروبات سواء من أصل المواد كالخضار التي تسقى بمياه مجاري أو باستخدام مفرط للمواد الكيميائية بسبب العمالة والرقابة الرديئة أو اللحوم وبالذات الدواجن التي تباع ولا يتم التأكد من خلوها من التلوث الأمر الذي لن يُعرف بدون أخذ عينات يتم تحليلها مخبرياً بشكل مستمر.
الفشل الكلوي وأمراض الجيوب الأنفية والجلد من مسبباتها الرئيسية المياه التي تصلنا من خلال نوعية أنابيب منزلية من خامات خطرة تتآكل بفعل الحرارة والضغط وتساعد على النمو البكتيري وبالذات بعد فترة الليل التي يبقى الماء خلالها في الأنابيب بدون حركة لمدة من الزمن، هذا النوع من الأنابيب يُحرم استخدامه في أوروبا لنقل مياه التغذية ولا يستخدم في الكويت ومصر منذ عشرين عاماً ونحن نستخدمه في المباني بنسبة 85? وهو السبب في تسرب المياه أيضاً!!
نحن أمام معضلة رقابة سببها أنظمة ومواصفات قديمة يدعم عدم تغيرها بعض التجار الكبار لأن المبيعات بالمليار وبالتالي يستطيعون إسكات الفاسدين الذين يعلمون الضرر ولكنهم يعملون على منع أي تطوير ومحاولة إخفاء الحقيقة لأطول وقت ولا يعنيهم عدد الأموات مقابل الدولارات.

عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *