الخطوط السعودية .. زامر الحي لا يطرب
[COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR]
أظن أن ثمة عملاً وجهداً جيدين داخل الخطوط السعودية , وما أعلنته الخطوط مؤخرا من تأكيد على ارتفاع مؤشر انضباطية مواعيد رحلاتها هو واحد من مخرجات ذلك العمل , الخطوط قالت قبل أيام إن المعدل العام لانضباط مواعيد رحلاتها خلال يوليو من لعام 2013م قد بلغ نسبة (92,42%) موضحة أن ذلك يُعد الأعلى منذ (23) عاماً .
والواقع أن الحديث عن الخطوط السعودية في الشق السلبي صار وجبة شبه يومية ومادة كتابية عند كثيرين , في حين أن الجانب الايجابي لا يكاد يذكر , إما لمبرر أن هذا أو ذاك يخشى من اتهامه بمجاملة الخطوط لـ \” حاجة في نفس يعقوب \” أو لأن الكاتب لا يكون من وجهة نظره مبهرا الا في حال نقد الاخرين , أو لان ثمة من يعتقد بأن نجاح مسؤولي الخطوط إنما هو \” عملهم الذي يقبضون عليه الراتب \” وبالتالي لا يحتاج ذلك الى اشادة .
والواقع أن لي وقفات هنا قبل أن ادخل في صلب الموضوع , فأولا : الخطوط حتى وان جاملت فلانا او علانا ذات مرة فإن هذا في نظري لا يعني شراء قلمه, بل الواجب عليه مهنيا ووطنيا أن يكون كاتبا مستقلا يكتب بضمير وأمانة في حال السلب وكذلك الايجاب , حتى يكون محترما امام نفسه وامام الغير .. وثانيا فإن الكتابة النقدية لا تعني نجاحا أو ابهارا مالم تسندها الموضوعية والطرح العقلاني المتوازن , لان النقد ليس هدفا في حد ذاته بل انه وسيلة لهدف نبيل .. وثالثا : فإن الله قد أمرنا بالعدل في القول والفعل , فنقول للمحسن احسنت وللمسيء أسأت .
نعود لموضوعنا فقد يقول قائل إن الخطوط \” تلمع \” نفسها وتمدح ذاتها وان التقرير لا يكون صادقا الا من جهة محايدة , لكن ماذا اذا وجدنا ان الخطوط السعودية نفسها تعترف بالتقصير إن حدث , ومن ذلك كمثال ما قالته قبل عام من الان في تقرير اصدرته ونشر بالصحف , يقول – ما يهمنا من الخبر : ( … وبلغت نسبة انضباط مواعيد الرحلات المجدولة وغير المجدولة 88,40% مقارنةً بـنحو 91,37% للشهر ذاته من العام الماضي بنسبة تراجع بلغت 2,97% ) .
وثمة من يدندن على خطوط الامارات كمثال , وكاتب هذه السطور ممن سافر عليها مرتين \” مرة صابت ومرة خابت \” ففي الاولى كنت على درجة Business class وكانت حقيقة مريحة وجيدة ويشكرون عليها , اما الثانية وخلال العودة فوجئنا في مطار دبي بتأجيل الرحلة 5 ساعات , أما عندما وصلنا على حافة مطار جدة فقد عدل الطيار عن الهبوط ليبتعد حتى ما بعد أبحر ثم عاد للهبوط من جديد بعد أن \” ساحت ركبي \” هلعا .
وما اعرفه ان الخطوط السعودية تغطي ما نسبته 75% من النقل العام بالمملكة , حيث نقلت عام 2012 ما عدده 5و14 مليون مسافر داخل المملكة , بعد أن تقاعست وزارة النقل عن ايجاد شبكة قطارات تربط اجزاء المملكة بقطارات سريعة عالمية مريحة تسهل تنقلات الناس , ولم تستفد من موارد البلاد النفطية , وحتى قطارات المترو داخل المدن ما زالت حلما على الورق بعد أن ضج الناس بازدحامات الشوارع .
ونجحت الخطوط السعودية إلى حد كبير في خدمة حركة ملايين المسافرين على مدار الساعة تقريبا , في بلد كبير بحجم قارة يضم 23 مطارا داخليا , ربما تكون ضعف مطارات دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة , وشهدت الخطوط خلال السنوات الخمسة الماضية نشاطات تطويرية على مستوى البنية التحتية وتطبيق التكنولوجيا لخدمات العملاء, واستلام المكالمات والخدمات الآلية مثل إصدار التذاكر وبطاقات الصعود من خلال أجهزة بالمطارات ومكاتب المبيعات وخدمة الإنترنِت في الحجز وشراء التذاكر واختيار المقاعد وإصدار بطاقات الصعود. ومضت في تحديث أسطولها من خلال الحصول على 88 طائرة جديدة .
وأخيرا .. فما اتمناه ألا ينطبق علينا تجاه ناقلنا الوطني المثل الدارج \” زامر الحي لا يطرب \”.
التصنيف: