لعبة الكراسي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. تهاني سعيد الحضرمي[/COLOR][/ALIGN]
الأمس ومنذ الصغر نلهو بألعاب كثيرة تساعدنا على مواجهة المستقبل بطريقة أو بأخرى، حيث تتكون شخصياتنا وتتحدد اتجاهاتنا وتتضح ملامح قدراتنا، ربما يكون ذلك بدون قصد منا ولكن هذا ما يحدث بالفعل. فالبعض يحبذ الألعاب التي تحتاج للتفكير والتحليل والبعض الآخر يستمتع بالألعاب الحركية والترفيهية و.. و.. الخ .. كل ينصت إلى صوت أعماقه ـ أما لعبة الكراسي فلا أعتقد أن هناك أحداً لم يلعب تلك اللعبة فهي بمثابة التحدي وإثبات الذات، ولمن لا يعرفها فهي عبارة عن وضع مجموعة كراسي لا تزيد عن الثمانية يركض حولها مجموعة من الأطفال على أن يكون عدد الكراسي أقل من عدد المتسابقين الذين يركضون حولها وفق إشارة البدء بالحركة والتوقف للجلوس على أحد المقاعد ومن لم يستطع الحصول على كرسي لن يتمكن من إكمال اللعب وعليه فإنه بخروج أي متسابق يتم الاستغناء عن كرسي وهكذا حتى يفوز واحد فقط، ليظل البقاء للأقوى .. اليوم ونحن في معترك الحياة أصبحت تلك اللعبة مؤلمة لمشاعرنا بل ومرهقة لعواطفنا كثيرون هم المتسلقون والوصوليون والباحثون عن الظهور على حساب الآخرين يسعون بخبث لسرقة مقاعدنا.. بعيدا عن القدرات وتوظيف الإمكانيات والتنافس المهني الشريف، يلجأ معظمهم إلى المؤامرات ويسعى أغلبهم لتتسع دائرة الصراعات بالرغم أن هناك أنواعاً صحية من الصراعات في بيئة العمل لكن وللأسف فئات تنفث سمومها في مجتمعنا وتحبذ ما هو غير صحي.
ظواهر اجتماعية مفزعة وحقائق واقعية تسترعي الانتباه وتتطلب قدراً منطقياً من التماسك والتركيز في حل المشكلات ويبقى التساؤل لماذا الحسد يقود البشر وتجمعهم الأنانية ؟ وتستقر في أذهانهم الأحقاد وفي قلوبهم الكراهية؟ العقلاء منا اقتنعوا بأن الاستراتيجيات السلوكية هي الأداة المنطقية للتغلب على هذه الجراثيم ذات القدرات الذهنية، والخبراء أيقنوا بأن الكرسي لصاحبه بعلمه وثقته في نفسه وذكائه وكفاءة أدائه وقوة شخصيته وإيمانه بقضائه، فمهما حيكت المؤامرات وتفنن أصحابها في تأليف الروايات يظل صاحب الحق سيد الموقف رغم أنف المخترعين والمخترعات لقاموس النزاعات.
قطر:
في الصغر (لعبة الكراسي) ممتعة.
الآن هي مؤلمة كشفت ظلم الإنسان لأخيه الإنسان!!!
[email protected]
مكة المكرمة
التصنيف: