[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فراس حج محمد [/COLOR][/ALIGN]

لا تصوموا رمضان وقلوبكم سوداء يأكلها الحقد الأسود المجنون، لا تقرؤوا القرآن ونفوسكم يملؤها الغيظ كأنه السعير المسعور، لا تدّعوا الإيمان والإسلام، وأنتم ما أنتم عليه من غواية ومجون وسوء ظن.ما نفعكم برمضان؟ وأنت تسيئون الظن بأقرب الناس إليكم، يقدح نار اللؤم في عيونكم، تكاد تلتهب التهابا، تُخيفون كل ناظر، وتوحشون كل مستمع، ما نفعكم برمضان وأنتم هكذا تتصلبون في مواقفكم بدون أدنى حق، تحولون الحق باطلا والباطل حقا، ولا ترون من الفجر نوره، ولا من الشمس بياض أشعتها، حولتم الدنيا سوداء لأن أفكاركم سوداء!
لا تقرؤوا القرآن الكريم، وتلعنون أنفسكم، فكيف بكم إذا قرأتم \”والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين\”، تجاوزتم عنها، فلا كظمتم غيظا بل زاد لهيبه في قلوبكم، ولا عفوتم عن مخطئ، بل إنكم تتهمون وتفترون وتزيدون في الاختلاق والافتراء، ولم تحسنوا إلى أحد إلا إلى أنانيتكم، فلم تروا أحدا محقا غيركم، تنازعتكم خيلاء الكبر والصلف، وتناهيتم في الطغيان، فما نفعكم برمضان!!
ما نفعكم بالصيام إذا لم يذِب الصوم الشرور ويذهب فحيحها، ويخلص النفوس من كل آثامها وشرورها، ما نفعكم بالقرآن الكريم إذا لم يجلُ القرآن صدأ القلوب الغارقة في أياديكم الملطخة بقبيح الأفعال، ما نفعكم بالإيمان إذا لم يأمن المؤمنون على أرواحهم وأموالهم، فكانت نهبا للصائمين الجوعى كجوع الكلاب التي لم تجد شيئا تأكله!!
ما نفعكم برمضان إذا حجبتم المساعدة عن الآخرين، وأزلتم كرب المكروبين؟ ما نفعكم بالقرآن وهو الذي يخاطبكم ويقول: \”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان\”، ما نفعكم بالترتيل وتعب العيون وأنت تقرؤون
\”والله لا يحب الظالمين\” وأنت الظلم نفسه؛ تظلمون أنفسكم وتظلمون من يحبونكم، تستعينون بالشيطان ليزيدكم ابتعادا عن أصل الخير والنور الإلهي برمضان،وبعدها، تمتنعون عن الأكل والشرب والجماع، وتقولون: \”اللهم إنا صائمون\”، فما استفدتم من صومكم؟
ما نفعكم بالصوم وأنتم تتمنون الشر لكل الناس، لا حاجة لله في صيامكم وامتناعكم الكاذب عن الشهوات، ولكن كونوا على الفطرة في المحبة والأخوة وصفاء القلوب واستعدوا لأن تسامحوا كل من أخطأ في حقكم، أو تظنون أنه أخطأ في حقكم،وبادروا بالمغفرة حتى تستحقوا المغفرة من الغفور الرحيم الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير.ما نفعكم برمضان والصيام والقرآن إن لم تكونوا لله!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *