[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

الحزب في اللغة \”كلُّ قوم تشاكلتْ أَهواؤهم وأَعْمالهم\” وفي الديموقراطية الأصلية وليست التي نفصلها حسب المزاج يجب أن تكون الأهواء والأعمال لهدف يعود بالنفع على المجتمع ولهذا تجد الأعضاء من مختلف الأعراق، الطوائف، الألوان …الخ لأن العمل الحزبي الديموقراطي لا يقبل التفرقة العنصرية وفرض توجه يخالف الهدف المشروع.
التحزب العربي كل قوم تقوقعوا تحت راية القبيلة، الدين (برؤيتهم الخاصة) أو العرق …الخ ودائماً ما تكون الأهداف أنانية وتتبع لتصور محدود أو أيديولوجية يدعمها قادة التحزب الذي لا يدخل فيهم من هو متحرر فكرياً لأنهم يبرمجون العضو كمجاهد في الدين بدون يقين متبعاً لإرشادات كهنة التحزب البلغاء و/أو الأثرياء.
كمثال هنالك من ينظرون إلى الإخوان المسلمين على أنه حزب في حين أنه جماعة متحزبة لتحقيق أهداف ومعتقدات قد يكون بعضها ضاراً ولكنهم يؤمنون بها وبناء عليه يجب أن يؤمن بها العضو، لا مانع من ذلك طالما بقية جماعة مقفلة على نفسها ولا تفرض معتقداتها على المجتمع سواء بالقوة أو بالاحتيال، ولكن عندما تحول الجماعة نفسها إلى حزب بالرغم من عدم توافقها مع قواعد الحزبية وتستغل فترة سقوط دكتاتور بدون بديل فتغازل الناس بالدين أو السكر والزيت لكي يُنتخب أحد الجماعة لرئاسة الدولة وتجده تابعاً لمرشد مطبقاً لأيديولوجية الجماعة على كافة أطياف الشعب، تبدأ هنا اللعبة الخطرة مع ترديد \”لا إكراه في الدين\”.
ولتأكيد الاختلاف بين الدين والتين أعرف شخصياً أحد أفراد جماعة الإخوان المتحزبين وحاصل على درجة الدكتوراه من بريطانيا وثري جداً ولا يلبس غير أفخم الملابس بأحدث الماركات، ولكنه أفزعني عند زيارتي له في شركته الضخمة في مصر حيث وجدت مبنى فيه أكثر من ثلاثمائة موظف من الرجال فقط لأن أيديولوجية الجماعة لا تشرع ولكن لا تشجع تشغيل النساء؟!
\”في بلد سكانها أكثر من ثمانين مليون نسمة أغلبهم نساء وحاصلات على أعلى ومختلف التأهيل، إذا كان الحزب سوف يستغني عن تشغيلهن فماذا يظن أن سيكون مصيرهن؟ إما بائعة لجسدها بالحرام أو بالحلال وعلى قول الأخوة المصريين (عمال على بطال) فيتحول المجتمع إلى عصور الظلام لأن الأم المدرسة قد أقفلت فصولها وأطفئت مشاعلها لكي يجهزن المؤدات في الحياة أولاد وبنات مشوهي الفكر عموماً وبمدخلات دينية محورة يصبح الفكر مصاب بشلل رباعي يجعله جاهز للبرمجة من أي معتوه يجيد السرد، وتتأخر الأمة وتنحط والمصيبة العظمى أن كل هذا يحدث باسم الدين والمتنطعون يريدوننا أن نقول فقط أمين أو نصبح ليبراليين بمفهومهم السقيم.\”
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *