ألا فضل لنا في الشهر الفضيل؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جميل السلحوت[/COLOR][/ALIGN]

بدون مؤاخذة لا فضل لنا في الشهر الفضيل \”شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان\”..قوله تعالى ( هدى للناس ) من الضلالة ( وبينات من الهدى ) أي دلالات واضحات من الحلال والحرام ، والحدود والأحكام ( والفرقان ) أي الفارق بين الحق والباطل.
فأين نحن من الشهر الفضيل، ومن تقوى الله فيه؟ فالذين يصومون عن الطعام والشراب لا يصومون عن الفتنة مع أن\”الفتنة أشدّ من القتل\” ولا يصومون عن الكذب والرّياء والنفاق والغيبة والنميمة والفساد والإفساد، وأكل المال الحرام وإيذاء الآخرين، ولا يعطفون على اليتامى ولا على المساكين، طبعا-إلّا من رحم ربي- ومن لا يتقون الله يسرفون في كلّ شيء…في البذخ والترف وفي الطعام والشراب والرّياء…وإذا ما أكلوا فانهم لا يتركون في بطونهم ثلث الماء ولا ثلث الهواء…وليس في أموالهم نصيب للسائل والمحروم وابن السبيل..ويكون نصيب حاويات القمامة من طعام أعدّوه وما استطاعوا أكله هو الأكبر.وفي الشهر الفضيل شهر التوبة والغفران لا نجري حسابات لأنفسنا، ولا نتعلم شيئا من حِكَمِ هذا الشهر بل نزيد ضلالا على ضلال، حتى أننا نغرق في بحر الهزائم الشخصية والعامة، ونبالغ في الدفاع عن أخطائنا محمّلين مسؤوليتها لغيرنا، وعندما نستنفذ اتهاماتنا لبعضنا نحمل هزائمنا لغيرنا، أو نردّها الى مفاهيمنا الخاطئة حول القضاء والقدر.وليت إيغالنا في الضّلال يتوقف عند المبالغة في الطعام والشراب وما يتبعها من تخمة، بل نوغل أيضا في بأسنا الشديد على بعضنا البعض، فالكل يتهم الكلّ بالخيانة أوالتكفير، أو بكليهما معا…ويتزعم حملات الفتنة كثيرون من الذين من المفترض أن يدعوا الى الله بالموعظة الحسنة، فتسيل الدماء وتزهق أرواح ما حلّلّ الله قتلها، وندمّر اقتصادنا و….و… الخ. ولم يعد غريبا أن كثيرين ممن يُنظّرون في العلوم الشرعية والديموقراطية والحرية والعدالة يتخذون من عواصم غربية مقرات لهم ومنطلقات لتنظيراتهم، لكنهم لا يصرحون عن مصادرهم التمويلية، ولا عمّن يلقنونهم ما يقولون.
فهل -على الأقلّ في الشهر الفضيل- نتقي الله في ديننا وأنفسنا ودمائنا وأموالنا، عسى أن يكون ذلك فاتحة خير لعصر جديد؟ إنني أشكّ في ذلك وآمل أن أكون مخطئا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *