البريد الممتاز واتساع الشق على الراقع
[COLOR=royalblue]صالح المعيض[/COLOR]
قبل عامين تقريباً كتبت هنا مقالة تحت عنوان (هل استعجل القائمون على البريد ) وقلت يومها إن ذلك المقال هو الأول الذي أبدي فيه ملاحظات هامة ومهمة عن مؤسسة البريد ، سيما بعد تولي سعادة الدكتور محمد بنتن إدارة هذه المؤسسة المهمة، حيث إنني ومن خلال أربع مقالات سابقة لذلك استشرفت مع سعادته أمام القاريء مستقبلاً أكثر إيجابية وأبعد إستشرافاً ، وما كنت سأستشرف ذلك لولا معرفة سابقة بجهود سعادته في وزارة الحج وذلك من خلال متابعة لما وظفه من تقنية حديثة ووسائل إتصال في خدمة الحجيج وجميع الجهات والقطاعات التي تتعامل مع الحجاج على الصعيدين العام والخاص حيث ترك بصمات تذكر له فتشكر ، وسبق لي أن دافعت عن مشروع صناديق البريد بالشوارع وبوابات المنازل والمباني ، حيث شرع البريد السعودي منذ (5) سنوات تقريباً بتركيب صناديق بريد أمام كافة منازل ومباني جدة ، ولعل هذه من نتاج البدايات الطموحة والتي ذكرتها مفصلاً في مقال سابق ووقفت مؤيداً لها ، حيث أمامنا مستقبل أكثر طلباً على الخدمة البريدية وأرى ولازلت أن سعادة الدكتور بنتن الرجل المناسب في المكان المناسب متوسماً تطويراً يواكب العصر ومتطلباته وتوظيف ماتوصل إليه العالم اليوم من تكنولجيا لخدمة رسالة ومهام مرافق البريد ، ولاشك أن الدكتور محمد بمشرطه الحرفي والتقني عالج الكثير من تلك السلبيات ، ولعل بريد المنازل خطوة جبارة جديرة بالإهتمام ، ولعلها سنوات قليلة ونجد البريد يخدم نفسه بنفسه مادياً ، وهنا لابد أن أشير إلى ملاحظات مهمة لاتقلل من تلك الجهود الجبارة لكنها قتلت الفكرة وقلبتها رأساً على عقب وهي أن تلك الصناديق تهشمت وكأنها مصنوعة من ورق ، وهذا خلل واضح في الجودة وأصبحت تلك الصناديق عبئاً على البريد وتشويهاً للمنظر العام حيث تعكس سلوكيات مشينة ما كانت لتكون لو أن تلك الصناديق صنعت وفق مواصفات جيدة ، ثم أنه بعد(3) سنوات للأسف وعلى وضعها المزري الحال زاد البريد ( الطين بلة ) بتركيب لوحات رقمية مع كل مجموعة بميزانية أخرى ولا أدري كيف أقدم البريد على ذلك وهو يرى الحال المؤسف له لوضع تلك الصناديق ، ثم أخشى أن تحصر مؤسسة البريد جلّ جهدها على هذا المشروع الذي لم تراعي المواصفات المناخ وجودة الخام وحسن اختيار أماكن التركيب وكأن الشركة المنفذة تريد أن تتخلص من الصناديق بأية طريقة حيث أن بعضها قد ركبت في مواقع غير مناسبة ، وأخشى مستقبلاً أن يستقطع من ميزانية كل عام إعتمادات كبيرة لخدمة مشروع لم يوفق في تأسيسه ، والمسألة لم تعد حصراً على خسائر صناديق ولوحات رقمية بل زيادة موظفين وسيارات وخلافه مما يتطلبه مثل ذلك من مشاريع ، وأخشى أيضاً أن يظهر علينا البريد مستقبلاً بطلب إعتمادات حماية ونظافة للصناديق وعندها ستكون الأمور أكثر تكلفة ، وهذا مانلسمه اليوم بكل آسف وتوافق مع مخاوفي فيما مضى .
وليت الأمر سلبياً وقف عند هذا الحد بل فوجئت بأن البريد الممتاز لم يعد ذلك الذي عهدناه خصوصاً وأن الدولة دعمته مؤخراً بخدمة معاملات المواطنين مما ضمن له موارد كبيرة.
في منتصف شهر شعبان بعثت من جدة برسالتين بالبريد الممتاز الأولى إلى جدة برقم (ep198152487sa) والثانية إلى الرياض برقم (ep198152473sa ) الأولى من جدة إلى جدة وصلت بعد (11) يوماً والثانية لازالت حتى بعد مرور نصف شهر حائرة . ولقد تفاجأت وأنا المرسل من جدة بعد 3 أيام برسالة على جوالي تطلب مني سرعة استلام الرسالة من مكتب البريد الممتاز بالرياض وبقيت أسبوعاً تواصلت معهم عبر الهاتف وتويتر والإيميل وحقيقة صدمت بأنني أدرك مهام البريد أكثر مما يدركه من تفاهمت معهم حيث كل يقول لا أعلم لا أعلم .. وهذه حقيقة فاجعة إذاً ليست رسالة بل رسالتين . وأريد أن اسمع من معالي الدكتور محمد مايزيل اللبس ويعيد الثقة ببريدنا الممتاز الذي نتعشم منه الكثير ..
أعيد وأكرر هذه السلبيات لن تؤثر على ثقتنا في القائمين على البريد الممتاز في تجاوز هذه العقبات التي ما كانت لتكون لو أجدنا البدايات ونقحنا أجندة العمل من التعهدات الهشة التي قد تسيء لهذا المرفق الحيوي وحرصنا على إختيار الأكفاء للعمل .. هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب 8894 فاكس / 6917993
التصنيف: