[COLOR=blue]أمل عبد الملك[/COLOR]

في كل مرحلة من مراحل الحياة يحتاج الإنسان لمعاملة خاصة من قِبل المحيطين به، فالأطفال يحتاجون معاملة خاصة لاعتبارات كثيرة، وعندما يدخلون سن المراهقة يحتاجون إلى معاملة أكثر خصوصية وعندما يكبرون ويصبح لديهم أحفاد يحتاجون إلى اهتمام ومعاملة خاصة،هذا بالإضافة إلى شخصية كل فرد وخصوصية التعامل معه.أود التركيز في موضوع اليوم على فئة المراهقين أو اليافعين والذين يحتاجون إلى معاملة خاصة من الآباء نظراً للتغيرات الفسيولوجية التي يمرون بها والتغييرات الهرمونية التي تؤثر على أشكالهم ومزاجهم وربما اتجاهاتهم، هذا بالإضافة إلى التغييرات الاجتماعية والفكرية التي تؤثر في بناء شخصيتهم، يضاف إليها طريقة التربية والتنشئة في العائلة، ولا ننسى الأصدقاء ومدى قدرتهم على التأثير في قراراتهم، وقد يكون للإعلام دور في تشكيل اتجاهاتهم ومعرفتهم أيضاً، كل تلك العوامل وأكثر تساهم في بناء شخصية المراهق وتجعله متعدد الأهواء والآراء وكل يوم يظهر لأهله بشكل وبشخصية وبقرار جديد وطلبات غريبة. لذلك يجب أن تكون الأم تحديداً على قدر من المسؤولية لتتحمل تغيرات شخصية أبنائها لما لها من دور فعّال في الأسرة وتربية الأبناء وتحّمل كافة المسؤوليات في التربية التي يجب أن يتحملها الأب أيضاً ولكن واقعياً ليس دائماً يتحملها الآباء نظراً لطريقة حياتهم وانشغالاتهم الدائمة في تأمين مستقبل العائلة وغيره من المسؤوليات.
وأود تخصيص الموضوع أكثر ليختص بعلاقة الأم ببناتها تحديداً، فتحّمل مسؤولية البنات أكبر واحتياجاتهن أكثر وعالمهن مليء بالأسرار التي يجب أن تكون الأم على دراية بها وأن تعرف كيف تنصح بناتها وكيف تكون صديقتهن وتنزل لمستواهن الفكري والعمري وتتحمل مزاجهن المتقلب وطلباتهن المتكررة، وفي أيامنا الحالية ومع تطور المجتمع وانفتاحه على العالم الغربي وسيطرة عالم التكنولوجيا والإنترنت علينا تحتاج الأم تثقيفاً خاصاً للتعامل مع بناتها فلم تعد البنات كما كنّ في الماضي ولم يعد البيت يعجبهن ولا تغريهن الألعاب البسيطة أو القنوات التثقيفية وأصبحن يتجولن في دهاليز الإنترنت والتعرف على العالم الآخر والأفكار الغربية وآخر خطوط الموضة ومستحدثات الفن والتقليعات الغريبة وتفاصيل المدن الأخرى وبالتأكيد التعرف على شخصيات متنوعة ومن كل الدول كل ذلك يؤثر على تصرفاتهم ويساهم في رسم شخصياتهم إما بالإيجاب أو السلب، فقد تنشئ شخصية متمردة وعنيدة غير قابلة للتفاهم ، خاصة أن طريقة التعليم والإعلام تساهم في تعزيز قدر اكبر من الحرية مما يسبب صداماً في العائلة مع البنات بشكل خاص، احتياجات الحياة تغيرت أيضاً وما كان يراه الأجداد عيباً مثل الحصول على تليفون خاص أصبح من الأساسيات التي تقدم هدية للأبناء وهم في سن العاشرة وربما أصغر أحياناً.
وتلخيصاً لهذا الموضوع المتشعب الذي لا تكفيه المساحة، يجب أن تكون هناك لغة وسطية في التعامل والتفاهم مع أبناء الجيل الحالي فهم ولدوا في زمان آخر وفي ظروف خاصة وبمغريات كثيرة، ويجب تفّهم احتياجاتهم الكثيرة في الوقت نفسه يجب السيطرة عليهم من الانفلات ومحاولة معرفة دهاليز حياتهم وأصدقائهم دون ترهيب فكلما كانت العلاقة علاقة سهلة وتسودها الصراحة والصداقة سهلت السيطرة على أخطائهم والتأثير على قراراتهم وتشكيل مبادئهم بمنطق وعقلانية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *