[COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR]
عنوان المقال يشير إلى أحد أهم الأمور في حياة البشرية التي ركبها صانعها سبحانه وتعالى لتتفاعل مع التحفيز الذي يقابله ثواب والتحذير المقابل بالعقاب، ولذلك كانت مهام الرسل تنحصر في مهمة التبشير والتحذير، لهذا كان يفترض بالإنسان وبالذات المؤمن تطبيق هذا المنهج الرباني في التعامل الإنساني، ولهذا جاءت مختلف العلوم الإدارية للموارد البشرية أو علم الشخصية بتحاليل انتهت بنظريات في هذا الشأن المهم جداً لتطوير أداء الفرد الذي ينعكس على المجتمع الصغير والكبير.
للأسف الشديد أجد موضوع التحفيز شبه معدوم في مجتمعاتنا العربية المسلمة في مختلف المجالات مع زيادة مضطردة في الوعيد والأنظمة العقابية المالية والمعنوية بأسلوب يتنافى مع الوسائل الربانية أو العلمية ولهذا تجدنا لا ننتج مخترعين بقدر ما ننتج متشددين أو مستهترين، لأن البيت، المدرسة، الشارع، العمل والسلطة لا تعير جانب التحفيز والثواب نفس الاهتمام الذي تعيره للتحذير والعقاب.
عندما تُعامل النفس البشرية بعكس ما أوضح صانعها سبحانه وما أكتشف العلم من تفاعلات لهذه النفس التي تتأثر بأسلوب التعامل وتتكون بناء على خصائص المدخلات منذ الطفولة فالنتائج سوف تكون قطعاً سلبية ولعدم تصديقنا بقوة تأثير التحفيز تجدنا نعيش مستغربين لما يحدث لنا وللأبناء وبالتالي المجتمع من مختلف السلوكيات السلبية المفرزة لنماذج بشرية هدامة قد تصبح غالبية في المجتمعات العربية وأجدها من أهم عوامل التخلف والإحباط الذي يصيب الدول.
لنخرج قليلاً عن البيت الذي قد لا نستطيع التحكم في درجة وعي الأب والأم فيه ونذهب للمدرسة والشارع، فهل سمعتم عن جوائز محفزة للطلبة في كل مدرسة وعلى مستوى المدينة تشجع على تحسن السلوك؟ هل شاهدتم المرور يقدم حوافز للمنضبطين بما فيهم المخالفين من قبل بحيث يتم حسم جزء من مبالغ العقوبات إذا لم تسجل عليهم مخالفة لمدة مدروسة من الوقت؟ هل وضعت الوزارات المختلفة حوافز لمن يحافظ، يطور، يبلغ أو يقترح؟ لا يوجد نظام لهذا ولكن توجد أنظمة متعددة ومتجددة للعقاب، فهل نحن نتعامل مع البشر أم الحجر؟
هي رسالة لكل مسؤول بما فيها مسؤولية الفرد عن نفسه لمراجعة مدى الحرص على التحفيز أكثر من العقاب والوعيد ولهذا كان التوجيه للرسول موسى بتحفيز فرعون ولرسولنا محمد بالتخفيف والتبشير بدون غلاظة أو عبس، وإذا ما تطابق التوجيه الرباني مع العلم الإنساني يعتبر تجاهل التطبيق تصرف غير عقلاني.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *