[COLOR=blue]عبد النور بوشمال[/COLOR]
كثير منا يعرف نظرية الإدارة العلمية التي أتى بها فريدريك تايالور في أوائل القرن العشرين , والتي كانت البذرة الأولى لظهور علم اجتماع العمل والتنظيم في المؤسسات وحل مشكلات العمل .
ركزت هده المدرسة على كيفية ايجاد العلاقة بين العامل والآلة التي يعمل عليها مستخدمة الأسلوب العلمي الدقيق في حل المشكلات واتخاد القرارات .
واستطاعت تطبيق مبادئ هده النظرية بغرض رفع القدرة الإنتاجية , وزيادة فاعلية العاملين عن طريق تحفيزهم مادياً أي اقتران الأجر بالإنتاج الشيء الذي جعل العمل جين الآلة التي يعمل عليها طيلة ساعات من الزمن , وفي غياب أدنى ذرة من الإنسانية والرحمة .
كانت هذه المبادئ الأولى للرأسمالية المتوحشة , في المؤسات الصناعية والزراعية الكبرى التى كانت تسلب حرية وقوة العامل في صمت مقابل أجر مادي بينما نسيت أن العامل هو إنسان له دوافعه وعواطفه وأحاسيسه وإنسانيته التى هو بحاجة إليها بخلاف الأجر المادي .
لقد تطورت هذه المبادي , إلى أن وصلت إلى المجال الرياضي , حيث الوسط الأكثر إيماناً بالمال والربح المادي السريع من خلال العقود المبرمة على مر تاريخ كرة القدم .
ولا عجب في أن نقول أن الاقتصاد له ارتباط وثيق بكرة القدم , وهو قطاع حيوي في الكثير من دول العالم ,فالاقتصاد يدخل في الرياضة بشكل كبير لأن كرة القدم تجلب الأموال والأرقام الفلكية في الشركات , التي تساهم في انعاش الاقتصاد بشكل كبير .وهذا ما يفسر زيادة الاسثثمارات في كرة القدم وفي الأندية المختلفة العالمية وخاصة الأوروبية , فهي تدفع أموالاً طائلة لجلب أحسن اللاعبين والمدربين والفنيين لأجل الحصول على الألقاب والكؤوس .وغير بعيد عن ذلك نجد أن هناك شركات كبرى عالمية ,تدعم أندية كبيرة وبالمقابل وضع اسمها التجاري على قمصان اللاعبين وفي الملاعب , كما أنها تلجأ إلى التعاقد مع اللاعبين العالميين في ميدان الاشهار للسلع والمنتجات ,وعلى صعيد آخر نجد أن الأندية الصغرى في العالم لا تلقى الدعم الاقتصادي فنجد أن مستواها متدني ولا تحظى بالشعبية وبالتغطية الإعلامية .في ظل هذه اللأجواء نرى أن كرة القدم العالمية تجردت من إنسانيتها , فهي لعبة مشهورة على مر العصور وتعاقب الأجيال قبل كل شيء شعارها المحبة والسلام والروح الرياضية وتقارب الشعوب وتعميم اللعب النظيف والجميل , والتنافس الشريف .صحيح أن كرة القدم صنعت المجد للاعبين كثيرين , منذ زمن بعيد تفجرت طاقاتهم ومواهبهم فجلبوا لأنديتهم المال الوفير .في السنوات الأخيرة ومع التطور الحاصل في اللعبة , أصبح اللاعبون في الأندية الاروبية مثل الآلة التي يستخدمها العمل فاصبح يستغل في طاقته إلى الحد الأقصى ,حتى يجف ريقه وتخور قواه .هكذا هي كرة القدم في القرن الواحد والعشرين بنيت على أساس جلب اللاعبين والمدربين المهرة , واستغلت كامل قواهم ولكن تستغني عنهم عندما يقل المردود ويخرجون فارغي الأيدي.إن الانتقالات الموسمية للاعبين في مختلف البطولات العالمية , تشكل الوجه الحقيقي لاقتصاد اللعبة أما الاقالات وفسخ العقود بعد الاخفاق تظهر الوجه القبيح لكرة القدم في ظل العولمة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *