[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أمل عبد الملك [/COLOR][/ALIGN]

شعرنا بالهزات الأرضية الأسبوع الماضي، وشخصياً لم أشعر بالأولى ولكن شعرت بالثانية وأنا في غرفة الاجتماعات في الطابق الثاني من مقر عملي واهتزت الأرض تحتي وتحركت طاولة الاجتماعات الثقيلة وتأرجحت كاسات الشاي والماء وتدحرجت الأقلام، كان ذلك لأقل من دقيقة إلا أن متابعتها والتوجس لما سيحدث بعدها كان منهكاً نفسياً وذهنياً فماذا نحن فاعلون في مثل هذا الموقف؟ وما مصيرنا لو كانت الهزة زلزالاً فعلاً وليس ارتداداً لزلزال بوشهر الإيراني الذي يسبب أزمة لسكان منطقة الخليج منذ حدوثه لأول مرة قبل أسبوعين تقريباً، وما يزيد القلق الأبحاث والدراسات العلمية التي تؤكد تكرار هذه الزلازل في منطقة بوشهر طوال عام 2013 ما يفتح ملفات لم تكن في الحسبان يوماً.
في المرحلة التعليمية درسنا في الجغرافيا أسباب البراكين والزلازل وكنا لا نتخيل أن يحدث ذلك أبداً لمنطقتنا الخليجية خاصة أن معلمات الجغرافيا أكدن لنا أن جغرافيا منطقتنا محمية من الزلازل وأن كل المسح الجيولوجي للمنطقة يؤكد ذلك، وكنا بقدر ما نستمتع بمشاهدة الأفلام الهوليودية التي تعرض قصص الزلازل كنا نشعر بالرعب والخوف لما نشاهده ونحمد الله أننا في المنطقة المحمية من الكوارث الطبيعية.
مقبلون نحن على تحدٍ جديدٍ وهو مواجهة الكوارث الطبيعية التي لم يُحسب لها حساب يوماً، فنحن حتى الأمطار لم يتم حسابها في البنية التحتية وعمل تصريف للمياه وذلك لأن طبيعة البلد صحراوية والأمطار موسمية غير غزيرة فما بالكم بالزلازل التي لم نفكر فيها يوما.
المجتمع لم يُهيأ يوماً للكوارث الطبيعية وكلنا نعاني من أميّة ثقافة الكوارث الطبيعية ولم نستمع أو نشاهد أي نشرات توعوية لعدم توقع تعرضنا لذلك ولكن بعد أن تعرضنا فعلاً والمتوقع تعرضنا لأكثر من ذلك يجب أن يبدأ العمل فعلاً في وضع خطط حماية من المخاطر، والإرشادات التي نتمنى أن تنتشر في كل مكان وتصل للصغير والكبير ولكافة شرائح المجتمع بأطيافه المتنوعة ولغاته المتعددة، كما أعتقد أن ما حدث يجب أن يفتح مجالاً جديداً للدراسة والأبحاث والعمل الميداني الجيولوجي والذي لم يكن له أهمية كباقي التخصصات وأصبح لزاماً أن يكون لدينا مرصد مجهز بأحدث الأجهزة الحديثة والتي يعمل عليها متخصصون في هذا المجال لضبط الأحداث وتوقعها ومحاولة وضع خطط حماية للتخفيف من أضرارها.
إذن ثقافة وتعاون المجتمع ووضع الحلول من الجهات الأمنية والمختصة مثلث مهم يكمل بعضه للحفاظ على الأرواح، كما لا نغفل الإيمان بالقضاء والقدر فمثل هذه الكوارث لا يمكن التصدي لها ولا يمكن مقاومتها أو منعها من الحدوث فهي أمر الله وهنا يأتي دورنا بالتضرع إلى الله تعالى بحفظنا من كل شر ليقينا شر الكوارث الطبيعية ولنعيش آمنين في خليجنا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *