الشوارع ليست مهيأة لسيارات النساء
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن آل فرحان[/COLOR][/ALIGN]
كل المؤشرات المقروءة من خلال الحراك القائم داخل المجتمع السعودي تقول أن مسألة قيادة المرأة للسيارة في السعودية لم تعد إلا مسألة وقت ، وأن هذه الخطوة قادمة لا محالة، ولعل في عودة هذا الملف للتداول تحت قبة مجلس الشورى ما يوحي بحتمية هذا الأمر وجدية الأصوات المنادية به، سيما وأنه قد أصبح للمرأة من يمثلها داخل المجلس، لكن ومع إقراري للحاجة الماسة لهذا الحق للمرأة السعودية إلا أنني أطالب بالتريث فيه وعدم التعجيل به إلة أن يتم تهيئة الأرضية السعودية بما يتناسب مع استقبال آلاف السيارات الجديدة ، فرغم أن جميع السيارات التي تجوب هذه الشوارع يقودها فقط النصف الذكوري للمجتمع إلا أنها تعاني من الضيق والاختناق بالشكل الذي يبعث على الملل ، فما بالكم لو دخل النصف الآخر بمركباته على الخط ؟ بالتأكيد لن نجد حينها شارعاً واحداً يصلح للمرور عبره.
إن مشكلتنا في السعودية تكمن في النهج المركزي لإدارة الحياة المجتمعية فيها، لذا نجد أن جميع الخدمات تم حصرها في مدن الرياض و جدة والدمام، وفرغت بقية المدن من أي خدمة عليها القيمة سيما في المحافظات الطرفية ، الأمر الذي انعكس على شوارع وطرق هذه المدن الكبرى بفعل الهجرة الاضطرارية إليها والتي جعلت من الحياة داخلها جحيماً لا يطاق ،لذا .. وفي ظل هذه الظروف المرورية الخانقة أعتقد أنه يصعب استيعاب أي إجراء جديد من شأنه زيادة العبء على هذه المدن.
فإن كان ثمة نية لإقرار حق المرأة في قيادة السيارة فلا أقل من يكون هذا بعد معالجة أوضاع المدن الكبرى الراهنة، ولعل مسألة النقل العام أولى الحلول الممكنة التي ستسهم في إنقاذ الرياض ومثيلاتها من شلل مروري حتمي أراه يلوح في الأفق سيما خلال السنوات الخمس القادمة، وثاني الحلول هو الكف عن ثقافة المركزية، والتي كان آخرها حق التمتع بالقرض العقاري الإضافي الذي حرم منه بقية المواطنين في المملكة ، في مقابل أن يتمتع به سكان الرياض وجدة والدمام وحدهم ولأسباب – كالعادة – مجهولة، أما آخر الحلول والذي لا يقل خطورة عما سبق، فهو قانون الحد من التحرش بالنساء، فليس لدينا عقوبة صارمة تفرض على كل شاب همجي يحاول أن يضايق امرأة تقود سيارتها القيود الكافية والتي تجعله يحسب لها ألف مليون حساب قبل أن تحدثه نفسه بأذيتها أو معاكستها . وخلاصة القول .. أتمنى من مجلس الشورى وهو يناقش ملف قيادة المرأة للسيارة أن يضع في حساباته هذه التحديات وغيرها لحلحلتها قبل أن يورط المجتمع بقرار عاطفي أول من يتجرع مرارته المرأة نفسها قبل المجتمع.
[email protected]
@ad_alshihri
التصنيف: