[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد جاد الله محمد الفحل[/COLOR][/ALIGN]

تدار السياسة فى العالم الغربى بمرونة وسهولة ويسر وفى شفافية ووضوح لا لبس فيها ولا غموض كل شيء تقريبا معروف لكل المواطنين سواء فى السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع وسواء اكان المواطن من مؤيدى الحكومة أو من لمعارضين..لان النتيجة المتفق عليها سلفا وهى خدمة المواطن والعمل على زيادة دخله وتحسين الخدمات التى يتعامل معها إلى الاحسن والافضل باستمرار لان بقاء الحكومات الغربية مرهون بعملها الدائب على رفع مستوى المعيشة للمواطن للوصول إلى تحقيق حياة الرفاهية للمواطنين.ولذلك تدير الحكومات اعمالها دون ما صخب اعلامى من المؤيدين ولا اعتصام واضراب ومظاهرات من المعارضين الا فيما ندر وبحيث لا يعطل دولاب العمل وانتاجه أو يؤثر على مرافق الدولة ومصالح المواطنين..
وفى جميع حالات التعبير عن الراى والمطالبة باى حق يكون التعبير واضح ومحدد والمطالبة سواء بالاعتصام أو بالاضراب أو المظاهرات تكوت عادة مؤقتة..
ويسارع المسؤولون بلقاء ممثلين عن اصحاب الحق والجلوس معهم ومفاوضتهم ويتبع ذلك الاستجابة الفورية لحقهم…وفقا للاتفاق ودون ان يبتز أو يستغل أي طرف حاجة الاخر…
وتشبه الادارة الغربية فى ذلك من وجهة نظرى قيادة سيارة حديثة من آخر موديلات الماركات العالمية تسير بها على طريق مرصوف رصفه مثل الحرير وفى اتجاه واحد لا تفريعات ولا مطبات صناعية ولا تقاطعات ولا حتى اشارات مرور …طريق معروف مقدما بدايته ..ومعروف ايضا نهايته…واذا ما حدث اى من الطلبات سواء اعتصام أو مظاهرات .. ياخذه معاه مثل الأوتو ستوب..بلا مشاكل أو تضحيات..بشرية أو اقتصادية….
بينما نحن لازلنا نعانى من الغموض واللوغريثمات بل والطلاسم فى النظم الادارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والنظم المالية وكل شيء تقريبا لايوجد شيء معروف مسبقا ومقدما حتى للخاصة واصحاب الاختصاص سوى ان لكل مسؤول سياسته التى سيطبقها حتما فى وزارته وسياسته هذه فى رأسه ولا احد يتوقع ما بداخلها.
وهذا الغموض وانعدام الشفافية يجعل هناك فاصل مابين الحكومة واصحاب المطالب اذا ما طالبوا بها للدرجة التى يستحيل بها التوصل إلى حل اذا ما ظل الاختلاف مابين الطرفين قائما هذا بالاضافة إلى أن انعدام الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمسؤولين كفيلة بان تجعل حدة الخلاف يتفاقم ويتطور إلى التهور والاندفاع بالتعدى على المنشآت أو على الافراد واستمرار الاعتصام والمظاهرات إلى اسابيع وربما شهور ومحاصرة المنشآت العامة وقذف الطوب والملوتوف والاضطرار بالمرافق والعصيان المدنى مقابل تعنت المسؤولين وعنادهم الذى ليس له ما يبرره على الاطلاق لا سياسيا ولا اقتصاديا بل بالعكس تخسر الادارة حيال موقفها السلبى تجاه المتظاهرين والمعتصمين حتى ولو كانوا اقلية تخسر سياسيا واقتصاديا لأنهم فى الأول والاخر مواطنين ولهم مطالب ينبغى بحثها وتحقيقها وفقا للصالح العام.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *