[ALIGN=LEFT][COLOR=royalblue]محمد الأنصاري[/COLOR][/ALIGN]

المرور علم ودراسة وفن قائم بذاته يدرّس في الغالب للمهندسين والشرطة وأصحاب الاختصاص، ولأنه أمر ضروري ويرتبط به الجميع من مواطن ومقيم وزائر، آثرت أن أتناوله اليوم باعتبار أنه مشكلة حقيقية نعاني منها خلال السنوات الأخيرة. وحتى نبدأ لابد أن نعرف أن كلمة مرور تعني في اللغة اجتيازاً وعبوراً، وشرطة المرور هم الشُرطة المكلّفة بتنظيم حركة مرور السيارات وتسهيل السير بحيث لا تتشكل الاختناقات ولا تتسبب الزحمة وتعطيل خلق الله على الأرض.كثرت الشكاوى من الناس مؤخرا بسبب شبكة الطرق والازدحام المترتب عن الخلل الحاصل في إنشاء الجسور والأنفاق والطرق خاصة التي افتتحت مؤخرا وبسبب تدفق أعداد الناس على قطر كقبلة جاذبة، وأغلب اللوم يضعه المواطن والمقيم بعد الصياح والنياح على هيئة أشغال واتهامها تارة بالإهمال وعدم تكريس الجهود الحقيقية لمتابعة الأعمال وتارة أخرى بقلة الخبرة والتعاقد مع شركات لا تستطيع أن توفي بالمتطلبات والشروط والمواصفات المطلوبة في إنهاء المشروع وفي الوقت المحدد؛ إلا أنني أعتقد أنه بدلا من البكاء على اللبن المسكوب وهو الحاصل الآن، كان من الأولى التركيز والبحث عن الحلول والتفكير في طرق بديلة من قبل جهات الاختصاص كإدارة المرور تساعد فيه الناس وتنقذهم من ويلات الانتظار وتضييع الوقت خاصة في ساعات الذروة التي أصبحت \”عندنا ساعات ذروة على مدار اليوم تقريبا\”.عند زياراتنا لدول بعيدة وقريبة والمعروف عنها الازدحام سابقاً نستغرب ما نراه من القائمين على المرور هناك من الوسائل التي يبتكرونها والطرق والأساليب لحل المشكلة اليومية التي واجهتهم كما تواجهنا الآن. فالذي يجري على أرض الواقع هنا ما هو إلا أقرب ما يكون من اجتهادات شخصية لحل الأزمة اليومية، فعلى حسب خبرة الشرطي تأتي الحلول… طبعا مع تقديري لجميع شرطة المرور المتأكد أنهم لا يألون جهدا في المساعدة، لكن في كثير من الأوقات نخمن مسبقا أن بجانب الدوار يقف شرطي مرور بسبب الزحمة غير الاعتيادية الحاصلة في ذلك الوقت، وكم من مرات ومرات تمنينا عدم تواجد هذا الشرطي بسبب قلة الخبرة التي تسبب سوء الحركة الذي يحصل في تلك المنطقة.الحلول ليست فقط تكبير وزيادة الشوارع أو إلقاء اللوم على الغير، لكن هنالك حلولا نشاهدها عند الدول المجاورة تتمثل في تغيير شبكات السير وتغيير المسارات وفتح وغلق مسارات أخرى تكثر فيها السيارات؛ فموسم الحج خير مثال على الزحمة، والاعداد الكبيرة من الباصات والسيارات التي تتقاطر على مكة المكرمة من كل فج وصوب أفضل نموذج، لكن وعلى الرغم من ذلك إلا أن فن إدارة المرور وابتكار الحلول هو ما نلمسه هناك، فكثير منا خلال أيام الحج شاهد الطرق التي تتحول كلها إلى مسار باتجاه واحد في وقت معين وترجع إلى سابق عهدها في أوقات أخرى واستحداث خطط وأوقات مبتكرة لتفويج وخروج الحجاج بطرق ذكية وناجعة للأسف \”ربعنا ما يفكرون فيها\” إلى الآن.
إن وجود مثل هذه الإمكانات بات أمرا ضروريا فبالإضافة إلى أهميتها الأمنية ومراقبة ما يدور على الطرق، فإن عملية التحكم بفتح الإشارات على مسارات معينة ولفترات أطول وإغلاق منافذ وطرق جانبية سيساعد كثيرا في تسهيل الحركة كما أن هذه الغرفة بتواصلها مع الشرطة الواقفين أصلا على الدوارات والطرق وبشكل مباشر يمكن أن تمدهم بمعلومات سريعة وواقعية تسهل من مهام عملهم وتكون لهم التلسكوب الذي ينظر لهم ومن مسافات بعيدة تعجز العين البشرية عليها. ولا أعلم لماذا لا نستفيد من معرض ميليبول الأمني مثلا إذا عجزنا نحن عن إيجاد الحل.إن عملية هدم الدوارات وتحويلها إلى إشارات ليس حلا جذريا لمشكلة الزحمة التي نعاني منها يوميا، فلابد دائما من التدخل البشري واستخدام مشرط الطبيب لإجراء العملية، وكما يفعل كابتن الطائرة فكما نعلم أن من يقود الطائرة في أغلب الأوقات هو الطيار الآلي، ولكن الطيار البشري يتدخل عندما يتطلب الأمر ذلك، وهو فعلا ما نريده ونطالب به إدارات المرور أن تفعله مع المشكلات المرورية الواقعة والتي بدأت تورق الجميع يوميا ونقرأها في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ونشعر بالمعاناة ونتأفف ونمتعض من هذه المشكلة التي لا يبدو أن حلها قريب أو هنالك بارقه أمل، والازدحام الشديد دون متابعة.
* كاتب قطري

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *