[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

•• الخبر الذي نشرته احدى الزميلات ذات يوم على صفحتها الاخيرة والمتضمن سعودة جهاز التحرير بالكامل في تلك الصحيفة حيث فصل الخبر على النحو التالي:
تم استكمال سعودة جهاز التحرير بالكامل في تلك الجريدة في اطار خطواتها التطويرية التي تشمل الى جانب الطرح الصحفي شكلا ومضمونا تطوير الكوادر البشرية وتأهيل العناصر الوطنية الشابة سواء القائمة بالفعل حاليا او العناصر الجديدة التي هي الآن تحت التدريب الى جانب استقطاب خريجي اقسام الاعلام والكوادر الصحفية المؤهلة الاخرى للعمل في مختلف مجالات العمل الصحفي بتخصصاته المختلفة.هذا الاتجاه الذي اخذت به تلك الزميلة وكانت زميلة اخرى هي السباقة الى طرح الموضوع من جديد هو طرح جميل فقضية السعودة في المجال الصحفي أمر مهم.. ولكن لماذا يتهرب خريجو الاعلام من العمل في الصحافة؟ .. كان ذلك هو عصب القضية برمتها.
ولا اريد ان اقول ان معظم هؤلاء الخريجين الذين يتهربون من العمل لا يملكون الموهبة التي تحفزهم على الاجادة كما يتهمهم الكثيرون لكنني اعتقد ان ضبابية الرؤية المستقبلية في العمل الصحفي هي المعوق الاساسي وهي السبب في هذا الهروب.. فلا احد يريد ان يضع مستقبله الوظيفي في مهب الريح.. لا يفعل ذلك الا \”عاشق\” لهذا العمل فهو لا تعنيه كل \”العواصف\” ولا تخيفه كل \”المخاطر\”.
•• إن خطوة الزميلة خطوة جديرة بالاحترام والتقدير بل لابد ان تخطو بقية الصحف ذات الخطوة.. لكن قبل ان تأخذنا \”العاطفة\” في هذا \”الاتجاه\” فإنني اريد ان اقص هذه \”الحكاية\” البسيطة لعلها تفتح جانبا اخر من جوانب العمل الصحفي لدينا تقول الحكاية:
ذات يوم ذهب احد الزملاء ممن قضى في العمل الصحفي اكثر من عشرة اعوام ذهب لإثبات مهنته \”كصحفي\” في بطاقته الشخصية.. لكن الموظف المسؤول رد عليه قائلا: لا يوجد هناك مهنة \”صحفي\” ولكن نعطيك مسمى موظف اهلي وقد فشلت كل محاولات الزميل في اقناع الموظف بانه ليس موظفاً.. وانه \”صحفي\” لكن ذلك المسؤول لم يستطع ان يفهم الفرق بين \”الموظف\” وبين \”الصحفي\” كما لم يفهم الزميل لماذا يرفض ذلك المسؤول اعطاءه صفة \”صحفي\”.
هذه الحكاية تطرح سؤالا عريضاً يقول:
متى يتم الاعتراف بهذه المهنة..؟
فالصحفي ليس موظفاً في حقيقته فهو في صلب مهنته لا يعترف بالوقت الذي يحدد وقت \”الموظف\” عادة، فإذا حرص – الصحفي – على اداء عمله \”بالوقت\” عندها لن يكون \”صحفياً\” بل هو موظف ليس الا.
•• ان عدم اعطاء هذه المهنة الصفة – الرسمية – فيه الكثير من الخوف على كل من يعمل في هذا المجال.. ولعل الخطوة التي خطتها الزميلة.. تكون مدخلا مناسباً لتقرير هذه المهنة في البطاقة الشخصية لمن يعمل في هذا المجال.. ولعل نظاماً جديداً يصدر يكفل هذه الجزئية التي من الاهمية بمكان ملاحظتها ويعطيها حقها من الاهتمام وان يقوم ديوان الخدمة المدنية بإدراج هذه المهنة ضمن مسميات الوظائف الاخرى لديه، نأمل ذلك.

•• آخر الكلام
– عندما تنسى – اجازتك – عندها فانت صحفي!.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *